قال الكاتب مارك بيري في مقال له نشرته مجلة "ذا أمريكان كونزرفاتيف"، اليوم الاثنين 27 نوفمبر/ تشرين الثاني، إن ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان أنجز مهمة مستحيلة، مشيرا إلى أنه صاحب الفضل في توحيد اللبنانيين، ولو لوقت قصير.
وتابع الكاتب: "إنها قصة معقدة، لكنها تستحق أن نسردها، ففي 2 نوفمبر/ تشرين الثاني الجاري تلقى الحريري مكالمة من مسؤول بارز طلب منه أن يتوجه إلى الرياض فورا لمقابلة ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، وكان من الصعب على الحريري الذي يمتلك الجنسيتين السعودية واللبنانية أن يرفض هذا الطلب، فقام بتلبيته وتوجه إلى الرياض".
وفي اليوم التالي انتظر الحريري 4 ساعات قبل أن يلتقي الأمير محمد بن سلمان، يقول الكاتب الأمريكي، الذي أوضح أن الحريري أعلن استقالته أمام الكاميرا في اليوم التالي ملقيا اللوم على إيران و"حزب الله" اللبناني وأن هناك مؤامرة لزعزعة استقرار لبنان ومحاولة لاغتياله".
وأضاف الكاتب: "لكن نظرات الحريري كانت غير مريحة أثناء إعلان استقالته في ذلك الخطاب".
وتحدث الكاتب الأمريكي عن زيارة الحريري إلى أبو ظبي ثم عودته إلى الرياض وتأكيده على أنه لم يكن مجبرا على تقديم استقالته وأنه سيعود قريبا إلى بيروت، لكن "تيار المستقبل" الذي يتزعمه قال إنه رهن الإقامة الجبرية في السعودية، حسب الكاتب.
وذكر الكاتب أن وزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون الذي كان يرافق الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في جولته الآسيوية لم يكن يعلم أي شيء عن هذا الأمر، وفقا لدبلوماسيين في الشرق الأوسط.
لكن، رغم ذلك، فإن العديد من الساسة الأمريكيين السابقين والحاليين أكدوا أن تيلرسون ناقش هذا الأمر مع وزير الخارجية السعودي عادل الجبير في 7 نوفمبر.
ولفت الكاتب إلى قول دبلوماسي من الشرق الأوسط أن تيلرسون لم يكن الشخص الوحيد الذي شعر بالغضب من عدم إخبار السعودية لواشنطن بما تم مع الحريري، مشيرا إلى أن تيلرسون شك في أن يكون البيت الأبيض قد علم بما جرى مع الحريري لكنه لم يتم إخباره بهذا الأمر.
ولفت الكاتب إلى أن جاريد كوشنير، مستشار ترامب وصهره، يتمتع بعلاقات قريبة مع ولي العهد السعودي، مضيفا: "تلك العلاقات أقرب ما يكون، مشيرا إلى أنه من المستبعد ألا يكون كوشنير قد علم بما حدث مع الحريري مسبقا وأن ابن سلمان حصل على ضوء أخضر منه في وقت سابق"، مضيفا: "لكن السعوديين لا يحتاجون إلى ضوء أخضر وإنما يحتاجون مجرد دعم من كوشنير الذي يعتقدون أن له تأثير أكبر على ترامب من غيره".