ولفت المصطفى إلى أنه بالمجمل، حصلت روسيا من السعودية على ما أرادت، أعادت هندسة المعارضة، لتكون جاهزة لقبول الحل الروسي، دون أن تحصل الأخيرة على مقابل حقيقي لخطوتها الارتجالية، وبكلمات أخرى، جاءت الخطوة السعودية — بالضغط على المعارضة، لتقديم تنازلات تحت شعار "الواقعية السياسية"- هدية ثمينة قدمتها لإيران خلال القمة الثلاثية "الروسية الإيرانية التركية" التي عقدت في سوتشي، على حد تعبير الكاتب.
وأضاف: بهدي ذلك، بدأت طهران بالحديث عن عودة اللاجئين والمهجرين في دول الجوار، وبدأت روسيا بالحديث عن إعادة الإعمار، أما السعودية، فخرجت خالية الوفاض، تنتظر وعودا زائفة عن جوائز ترضية روسية، بتقليص نفوذ إيران في سوريا، وهو نفوذ دفعت مقابله طهران مئات القتلى، وعشرات المليارات، في فترة كانت المملكة وبعض الحلفاء يمنون على المعارضة بحفنات من الدعم. على حد تعبير المصطفى.
وخلص الكاتب إلى أنه في ضوء ذلك، من المبكر لأوانه التكهن بمآلات الصراع في سوريا، لكن من غير المنطقي للدول العربية — الداعمة للمعارضة السورية — الانكفاء عن خارطة التأثير في هذا البلد، قبيل التوصل إلى حل نهائي، يضمن مصالحها بالحد الأدنى.