لكن قوته المتنامية ساهمت في زيادة حدة التوتر الإقليمي وأزعجت إسرائيل والولايات المتحدة التي تعتبره منظمة إرهابية كما أثارت قلق السعودية، المنافس الإقليمي لإيران، والتي تتهم "حزب الله" بلعب دور عسكري في اليمن المجاور.
وتخشى إسرائيل من أن يحافظ "حزب الله" وإيران على معسكرات دائمة في سوريا ودعت إلى اتخاذ إجراءات ضد ما وصفته "بالعدوان الإيراني". ومع تنامي قوة "حزب الله" أكثر من أي وقت مضى فإن كثيرا من المحللين في المنطقة يرون أن الحرب مع إسرائيل لا مفر منها إن عاجلا أو آجلا.
يقول قائد في تحالف إقليمي يقاتل في سوريا
"لقد اكتسب الحزب من خبرة العمل مع الجيش وإدارة منظومة عدة أسلحة في وقت واحد…سلاح الجو والمدرعات ومنظومة المعلومات والطائرات بدون طيار وكافة اختصاصات الجيوش التقليدية".
وأضاف: "حزب الله" بات الآن جيشا نشطا يجمع بين نظم حرب العصابات ونظم قتال الجيوش.
وتجلت مكانة "حزب الله" بين حلفاء إيران في المنطقة في نوفمبر/ تشرين الثاني أثناء جنازة حسن سليماني والد الجنرال قاسم سليماني الذي كتب الرسالة مشيدا بالدور القتالي للحزب في سوريا والعراق.
وقد ذهبت قوات "حزب الله" بعيدا عن معسكرات سهل البقاع في شرق البلاد حيث تم تدريب مقاتلي الحزب في الأيام الأولى لتأسيسه.
وشكل هؤلاء المقاتلون رأس حربة للهجوم على البوكمال خلال نوفمبر/ تشرين الثاني مما أنهى مقاومة "داعش" في معاقله الأخيرة بالمناطق الحضرية في البلاد.
قال الأمين العام للحزب حسن نصر الله:
إن معركة البوكمال كانت بقيادة قاسم سليماني قائد ذراع الحرس الثوري الإيراني المسوؤلة عن العمليات في الخارج.
وفي أواخر أكتوبر/ تشرين الأول قال مستشار الأمن القومي الأمريكي إتش آر مكماستر إن الولايات المتحدة قالت إن إيران "تطبق ما يمكن أن تسميه نموذج "حزب الله" في منطقة الشرق الأوسط حيث يريدون أن تكون الحكومات ضعيفة وتعتمد على إيران للحصول على الدعم". بحسب "رويترز".
ويعد دور "حزب الله" محوريا في إلحاق الهزيمة بكثير من المقاتلين الذين كانوا يحاربون بدعم من أعدائه الإقليميين مما ساعد الحكومة السورية في استعادة مدينتي حمص وحلب وغيرها من المناطق.
وأضاف القيادي أن "حزب الله" فقد أكثر من 1500 شخص من مقاتليه في سوريا بينهم قادة كبار. لكنه اكتسب خبرة عسكرية تضاف إلى خبراته في حرب العصابات وهي الحرب التقليدية بفضل التنسيق مع الجيشين السوري والروسي والحرس الثوري.
كما كان لـ"حزب الله" دورا قياديا في حرب المعلومات مع وجود الخدمة الإخبارية العسكرية التي تعرف باسم "وحدة الإعلام الحربي" التي كثيرا ما كانت تبلغ عن المعارك قبل الإعلام الرسمي السوري.
وتخشى الولايات المتحدة والسعودية من أن يحاول الحزب وإيران تكرار استراتيجيتهما في اليمن عن طريق دعم الحوثيين ضد التحالف العسكري الذي تقوده الرياض.
وينفي "حزب الله" القتال في اليمن أو إرسال الأسلحة إلى الحوثيين أو إطلاق الصواريخ على السعودية من الأراضي اليمنية. لكنه لا يخفي دعمه السياسي لقضية الحوثيين.
من جهته قال مدير المركز الوطني الأمريكي لمكافحة الإرهاب نيك راسموسن في أكتوبر/ تشرين الأول
إن "حزب الله" يوسع ترسانته من الأسلحة التقليدية في لبنان، حيث يشكل جزءا من الحكومة، عن طريق شراء صواريخ وتكنولوجيا صواريخ متطورة مما يمثل "تهديدا متزايدا في منطقة شرق المتوسط وشبه الجزيرة العربية".
وعلى الرغم من العقوبات الأمريكية الجديدة التي فرضت على الحزب إلا أنه أبدى ثقة كبيرة في النفس. ومع هزيمة تنظيم "داعش" الآن في العراق قال أمين عام الحزب حسن نصر الله "على ضوء هذا التقدم، سنقوم بمراجعة للموقف وإذا وجدنا أن الأمر قد أنجز ولم يكن هناك حاجة لوجود هؤلاء الأخوة هناك سيعودون للالتحاق في أي ساحة أخرى تتطلب منهم ذلك".
وأضاف أن جماعته ستواصل العمل أينما ترى ذلك مناسبا مكررا القول "سنكون حيث يجب أن نكون".