هو "أحمد. ش"، شاب ثلاثيني، شارك في ماراثون الأمم المتحدة المقام في اليوم العالمي للإيدز في مصر، في حديقة ألماظة بمحافظة القاهرة، لا تبدو على الشاب الخارج تواً من سباق الـ10 كيلومترات، أياً من مظاهر المرض أو التعب، حتى لتتعجب أن هذا الواقف أمامك كان مصاباً بفيروس نقص المناعة المكتسبة "الإيدز"، ولكنه يبتسم ويبادرك بالقول "أنا خفيت خلاص".
يقول أحمد، الذي رفض نشر صورته لأسباب شخصية، واجتماعية أيضاً، أنه أصيب بالمرض وهو خارج مصر، وعند عودته أحس ببعض المشاكل الصحية فتوجه إلى إحدى المستشفيات في محافظة الجيزة، وعند الكشف عليه وإجراء التحاليل اللازمة تبين أنه مريض بالمرض اللعين.
"أصبت بالفزع، حتى أنني حاولت أن أهرب من الجميع، من المستشفى ومن الأطباء، ومن أهلي الذين أصابتهم صدمة جميعاً، كادت تودي بحياة أمي، ولكنها عندما علمت أن سبب الإصابة لا علاقة له بالجنس اطمأنت، وتمكنت هي من إقناعي بالخضوع للعلاج، ومن هنا بدأت رحلتي في محاربة أكثر أمراض الدنيا شراسة بعد السرطان"، حسب أحمد.
يوضح الشاب الثلاثيني، شكل المعاناة التي خضع لها في أحد مراحل المرض، حيث يكشف كيف تم حجزه في وسط معقم تماماً، لعدة أشهر، لكي يتم توفير الحماية الكاملة له: "عطسة الطفل الرضيع بالنسبة لي كانت بمثابة الرصاصة التي يمكن أن تقتلني، فالمرض يدمر المناعة تماماً، ولا يصبح الجسد قادراً على المقاومة إلا بمساعدة خارجية، وهو ما كنت أخشاه بشدة".
خلال هذه الفترة — والحديث لأحمد- كان الشاب يختبئ من كل من يعرفهم، فمن يعرفون أنه مريض بالإيدز يتجنبونه تماماً، كما أن بعضهم يعاملونه كما لو كان "شاذ جنسيا"، حسب قوله، أو منحل أخلاقياً، فلا أحد يدرك أن هناك أسباب أخرى للإصابة بالمرض، بخلاف الجنس، وهو ما كان يشكل ضغطاً نفسياً كبيراً عليه.
يضيف المريض السابق، بابتسامة عريضة، تكشف عن سعادته البالغة بانقضاء فترة علاجه، "خلال المرحلة الأولى كنت خائفاً تماماً، ويائس من وجود أي احتمالات للشفاء، ولكن قرأت في إحدى المجلات بالمستشفى عن لاعب سلة شهير جدا شفي من مرض الإيدز وتزوج وأنجب طفلاً سليماً، وقتها قلت إنني قادر على تحقيق ما حققه هذا اللاعب، ولن أترك المرض يهزمني".
"لم يعد الإيدز وحشاً كاسراً كما كان"، هكذا يؤكد أحمد، الذي شفي تماماً من المرض اللعين منذ عامين ونصف العام، ولكنه — حسب الشاب الثلاثيني- يحتاج إلى اهتمام ورعاية، لتحقيق هدف الشفاء، لذلك على كل مريض أن يعزز من دفاعاته النفسية أولاً، وأن يقبل بمواجهة المرض وهو مدرك لحقيقة أنه قادر على هزيمته.
يشارك "أحمد. ش"، اليوم الجمعة 1 ديسمبر/ كانون الأول 2017، في فعالية "ماراثون"، بمناسبة اليوم العالمي للإيدز، برعاية الأمم المتحدة، حيث شارك في سباق الـ10 كيلومترات، ليكون نموذجاً لشاب استطاع هزيمة المرض، ومثالاً للمرضى الآملين في الشفاء.