وفد الحكومة السورية ينهي مشاركته في جنيف ويعترض على استمرار المطالبة بتطبيق بيان جنيف وفق رؤية وفد المعارضة ، ويتهم السعودية بتلغيم المفاوضات مؤكداً أنه لايمكن العودة إلى متابعة المفاوضات طالما لم يتم سحب بيان الرياض الذي يطالب بأن لايكون هناك دور للرئيس بشار الأسد في أي حكومة قادمة ، وكان الجعفري، قد إتهم المبعوث الأممي الخاص إلى سوريا ستافان دي ميستورا بأنه تجاوز صلاحياته كوسيط بين أطراف التفاوض، بطرحه ورقة مبادئ دون التشاور مسبقا مع وفد الحكومة، معلنا أن الجولة الحالية من المحادثات، إنتهت بالنسبة لوفد دمشق ،من جانبه أعلن مندوب روسيا الدائم لدى مكتب الأمم المتحدة في جنيف، أليكسي بورودافكين، اليوم الجمعة، أن الجولة الثامنة من محادثات جنيف حول سوريا، لم تحقق تقدما ملحوظا حتى الآن، وعزا ذلك إلى وضع وفد المعارضة السورية شروطا غير قابلة للتطبيق.
ومن هنا:
هل فشل جنيف بالفعل إلى حد أعاد الجميع إلى المربع الأول وهذا ما سعت إليه بعض المعارضة السورية بدعم أمريكي من خلال الميدان أولاً ومن ثم التشويش على مؤتمر سوتشي المؤجل وصولاً إلى جنيف الذي يعتبر في حالة الموت السريري في هذه الحالة ؟
هل من أمل معقود على تجاوز هذه المعوقات في ظل تعنت وفد الرياض وما موقف المعارضات الأخرى ؟
سورية بات موقفها واضحاً من نتائج هذه الجولة ، لكن كيف ستتعامل روسيا مع هذه المتغيرات المتوقعة أصلاً من طرف وفد الرياض ؟
ماهي النتيجة التي يمكن قراءتها على ضوء هذه التطورات لجهة الحل السياسي للأزمة السورية ؟
هل بالفعل ضاعت البوصلة بين طيات الخلافات المفتعلة عمداً والإختلافات في طرق التعاطي مع مخرجات جنيف الحالي التي لم تبصر النور ؟
وفق الدكتور جميل هناك تنازلات مؤلمة يصعب أن يقبل بها أي من الأطراف، ماهي هذه التنازلات ؟
شبه الدكتور جميل المفاوضات برقعة الشطرنج وأن الوضع وصل إلى المربع ال60 ولم يبقى على إنتصار الحل السياسي إلا المربعات المتبقية ، فعلى أي أساس تم بناء هذا الرأي ؟
رؤية وملامح المرحلة القادمة في ظل هذه المتغيرات وإلى أين تتجه الأمور في ظل الواقع الحالي ، وهل مازال الأمل في التوصل إلى إتفاق مع وفد الحكومة السورية فعلاً ؟
يقول الدكتور قدري جميل رئيس منصة موسكو للمعارضة السورية: ما أنجز حتى الآن من جنيف ولو أنه لم يصل إلى حد مستوى التوقعات والآمال والضرورة ، إلا أنه في هذ العملية يجب أن نفهم أن هذه الطريق ذات إتجاه واحد ولايمكن العودة فيها إلى الوراء ، وما حقق حتى الآن لجهة تشكيل الوفد الواحد الذي كان يجب أن يشكل من الجولة الأولى وأصبح في الجولة الثامنة ، ويجب أن نعلم أنه إذا تشكل الوفد الواحد فهذا يعني أن المفاوضات المباشرة أصبحت جاهزة ،أنا اتفهم وأفهم صعوبة هذه العملية بسبب أن المفاوضات المباشرة فيها شيء يجعل المرء أحياناً يتردد إذا كان يعلم أنه مضطرً لتقديم تنازلات مؤلمة وهذه التنازلات مطلوبة من الطرفين.
وأردف جميل: نحن شاركنا على الرغم من إعتراضنا على بعض الفقرات في البيان الختامي لأن السيد ديمستورا والأصدقاء من الرعاة الدوليين قالوا لنا هذه ليست مشكلة ووعدونا خيراً وقالوا لنا هذه القضايا يمكن تجاوزها ، وحاليا لدينا مشكلة الوفد الحكومي وقد يمكن أن يكون من الناحية السياسية والأخلاقية معه حق على الاعتراض ، ولكن أنا لا أفهم هنا لما لايحذو حذونا الوفد الحكومي في تصديق الضمانات الدولية وضمانات الأصدقاء ونبدأ بهذه العملية لأن الجميع يتحدث عن أن موضوع الشروط المسبقة لا يمكن أن يتم.
وأضاف جميل: ما أستطيع أن أقوله من خلال إحتكاكنا بالطرف الروسي هو أنه ملتزم مئة بالمئة ومصر على القرار 2254 ، ومصر على إنجاح المفاوضات وعلى تجاوز العقبات ،كلنا سوف نتجاوز هذه العقبات ونحن أيضاً نريد من وفد الحكومة السورية بسلوكه أن يساعدنا على تجاوز العقبات وأن لايعقدها.
وختم جميل بالقول: المهمة المطروحة أمامنا الآن هي الجلوس وجهاً لوجه أمام وفد الحكومة السورية وعندما نجلس وجهاً لوجه ستكون المهمة التي تفضلت بها هي المهمة اللاحقة.
أعداد وتقديم: نواف إبراهيم