يعلم إمبراطور العقارات أن إيجاد موقع للسفارة الأمريكية في القدس ليس مهمة سهلة، فمدينة القدس حافلة بالنزاعات والجدل حول الأراضي وحقوق ملكيتها، ومن ثم فإن نقل السفارة إلى القدس مشكلة حقيقية، بحسب تحليل صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، التي تتساءل: أين بالضبط سيتم بناء هذه السفارة الجديدة؟
تل بيوت
حاليًا أصبحت المنطقة التي تقع فيها هذه الأرض منطقة مرغوبة جدًا في القدس، على أطراف حي "تل بيوت" وحي "بقعة"، ويصفها ديفيد ماكوفسكي، زميل معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى، الذي عمل مستشارًا لوزير الخارجية جون كيري بشأن عملية السلام في الشرق الأوسط بأنها "منطقة رائعة، فقد بُنيت الكثير من مباني الشقق السكنية حولها، توقعًا لبناء السفارة الأمريكية".
لكن هناك مشكلة بخصوص تلك الأرض، إذ إن المعايير الأمنية الجديدة تقتضي أن تفصل جميع السفارات الأمريكية بين مبانيها والشوارع المحاذية مسافة 30 مترًا، تحسبًا لأي انفجار سيارة ملغمة أو اعتداء آخر.
ويقول شابيرو إنه في ضوء القوانين الجديدة، فإن تلك الأرض ليست كبيرة بما فيه الكفاية، ولكي نكون في الصورة أكثر، فإن عدة مصادر أفادت بأن مساحة الأرض الواقعة في حي "تل بيوت" تبلغ من 7 إلى 14 فدانًا، مقارنة بالسفارة الأمريكية الجديدة لدى لبنان التي تقع على 43 فدانًا.
بدائل مطروحة
وهناك مبنى آخر أحدث في حي "أرنونا" بالقدس، لا يبعد كثيرًا عن الأرض المستأجرة في "تل بيوت"، لكنه يقع على حدود عام 1967 بين مناطق السيطرة الإسرائيلية ومنطقة كانت آنذاك منزوعة السلاح بعد اتفاق هدنة 1949، على عكس مبنى شارع أغرون وقطعة أرض "تل بيوت" الواقعَين ضمن "الخط الأخضر" الذي يحدد أجزاء القدس التي كانت تحت سيطرة إسرائيل قبل حرب 1967.
وقال شابيرو إنه "بالإمكان نقل السفير إلى قنصلية، بشكل مؤقت ريثما يتم إنشاء مبنى سفارة جديد، وهو ما يتطلب تعديلات في القوانين، لكن اللغة التي تستخدمها إدارة ترامب فيها إشارة إلى أن تلك الخطوة غير واردة".
وكانت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية قد ذكرت العام الماضي، أن مسؤولين في القدس قالوا إن المبنى مصمم خصيصًا لكي يصبح سفارة ذات يوم، لكن ديفيد ماكوفسكي قال إن البيت الأبيض أخبره، يوم الثلاثاء 5 ديسمبر/ كانون الأول، أن السفير الأمريكي لدى إسرائيل، ديفيد فريدمان، لن ينتقل إلى قنصلية.
شراء أرض
ولم تقدم الخارجية الأمريكية إجابة لاستفسار عن تلك الأرض "تل بيوت" أو الإطار الزمني لخطوة الانتقال، إلا أن وزير الخارجية، ريكس تيلرسون، صرّح للصحفيين في قاعدة رامشتاين الجوية الأمريكية في ألمانيا، بأن عملية النقل لن تكون سهلة وأن عملية إيجاد قطعة أرض جديدة ستبدأ في الحال: "من الواضح أن الأمر سيستلزم الكثير من التخطيط وسيستغرق بعض الوقت".
وفي النهاية، من المحتمل أن ينتهي الأمر ببناء مبنى السفارة الجديد في القدس في موقع أقرب إلى تل أبيب من توقعات الكثيرين، إذ يقول شابيرو: "أنا على يقين بأن الحكومة الإسرائيلية ستبذل مجهودًا كبيرًا لتجد عقارًا جديدًا للسفارة الجديدة، لكنه أضاف: "العقارات في القدس مسألة معقدة، فالمدينة مضغوطة، ومن الممكن أن ينتهي الأمر بالسفارة على مسافة قريبة من مركز المدينة".