ماذا حدث؟
أعلن عن الهجوم على العاصمة السعودية الرياض بصاروخ باليستي في 4 تشرين الثاني/ نوفمبر. وأوضحت البيانات الرسمية أنه حوالي الساعة 00،21 بالتوقيت المحلي، تم اعتراض صاروخ "أنصار الله"، فوق مطار الملك خالد في الضواحي الشمالية للعاصمة.
وقامت منظومة الدفاع الجوي "باتريوت" باعتراض الهدف. وأفادت الأنباء أنه تم إسقاط صاروخ من طراز "بركان —2"، ولكن لجنة الخبراء التابعة للأمم المتحدة قدمت نتائج جديدة في نهاية نوفمبر. وقالت إن الحوثيين استخدموا الصاروخ الإيراني "قيام —1"، وهو مطور عن صاروخ "شهاب —2" القصير المدى. النسخة الإيرانية من "هواسون —6" الكوري الشمالي.
إذ كان "شهاب —2" يبلغ مداه نحو 500 كم، فإن "قيام —1" كان يبلغ مداه ليس أقل من 800 كم في عام 2010، وبما أنه أطلق (من شمال اليمن إلى الرياض)، يبدو أن مداه يصل إلى 1000 كم الآن.
منظومة الدفاع الجوي "باتريوت":
كان أول هجوم ل"أنصار الله" على الأراضي السعودية باستخدام صاروخ R-17 من منظومة "البروس" في 6 يونيو/ حزيران 2015. ولكنه تم إسقاط الصاروخ. ومنذ ذلك الحين يتم إطلاق صواريخ إلى العاصمة السعودية بشكل منتظم.
ويحاول الجيش السعودي صد الهجمات الصاروخية التي تقوم بها جماعة "أنصار الله" باستخدام أنظمة صواريخ ب"اتريوت" الأمريكية. فالنسخة المتوفر في الدول العربية تسمح للتعامل مع الصواريخ التي تصل مداها إلى 800-1000 كم. ولكن ليس دائما: فالمرافق العسكرية للمملكة تتعرض بانتظام للصواريخ اليمنية.
فعالية منظومة الدفاع الجوي "باتريوت":
إن فعالية نظام "باتريوت" ضد الصواريخ التكتيكية الباليستية أمر يختلف عليه، أول تصريح للبنتاغون حول فعالية "باتريوت"، كان حول اعتراض 44 هدفا بنجاح من 47 (وفقا لبيانات غير رسمية، 16 فوق إسرائيل و28 فوق المملكة العربية السعودية). ثم فجأة نزلت المؤشرات إلى أسفل: ففي مايو/ أيار عام 1991 تحدثوا عن نسبة نجاحات 69٪، وفي أبريل نيسان عام 1992 أعلن عن إسقاط 6 صواريخ فوق إسرائيل و20 فوق المملكة العربية السعودية حوالي 20 أي بنسبة 55٪.
وكانت هناك تقييمات مستقلة أخرى. فقال ثيودور بوستول، وهو خبير بالصواريخ من معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا وناقد معروف للسلطات الأمريكية، إنه المنظومة لم تصب هدفا بالمعنى الكامل للكلمة. ولكن جاء من تسجيلات الفيديو للاعتراضات التي تم تصويرها من قبل مراسلي قنوات التلفزيون الغربية في إسرائيل والمملكة العربية السعودية.
اختبار منظومة "باتريوت":
تبين أن قدرات صواريخ "باتريوت" ليست كافية للسعوديين، فهي غير قادرة عل اعتراض كل أنواع الصواريخ الباليستية. أما منظومة "ثاد" فقد صممت لهذا الغرض — على عكس "باتريوت.
"إس-400" تفوق على نظام "إس-300 بي أم أو-2": مداها يصل من 2800 إلى 4800 متر في الثانية، أي تعترض الصواريخ الباليستية على بعد 3000-3500 كم والصواريخ متوسطة المدى.
وعندما فهم السعوديون ضعف قواتهم ومدنهم وبناهم التحتية النفطية أمام الضربات الصاروخية، قرروا اختبار أنظمة الدفاع الجوي الحديثة.