حلقة جديدة من "بانوراما" تبحث في التطورات الأخيرة في ليبيا، وتحديداتً تلك المتعلقة بإعلان المفوضية العليا للانتخابات في ليبيا بدء تسجيل الناخبين وتحديث السجل الانتخابي، بعد أن وقعت نائب الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في ليبيا ماريا فال ريبيرو مع رئيس المفوضية عماد السايح على برنامج للدعم التقني وبناء قدرات المفوضية خلال الانتخابات المقبلة.
وكان السايح أعلن بدء تسجيل الناخبين واستمراره لمدة 60 يوماً، فيما يبدأ تسجيل الليبيين في الخارج في مطلع شباط (فبراير) من العام المقبل.
أما المبعوث الأممي إلى ليبيا غسان سلامة فصرح بأن «الانتخابات تستوجب قبولاً مسبقاً من كل الأطراف الليبية بنتائج الانتخابات»، مضيفاً أن «3 شروط يجب أن تتحقق لإجراء الانتخابات، وهي شرط تقني، وشرط تأمين أكبر اشتراك ممكن من الليبيين في الانتخابات، إضافة إلى شرط اشتراعي، وهو سنّ القانون اللازم لتنفيذ العملية الانتخابية».
ويأتي إعلان المفوضية العليا للإنتخابات في ضوء جمود في عملية التسوية السياسية، وتوتصل حالة الفلتان الأمني والفوضى في البلاد.
وتعليقاً على هذا الموضع قال الباحث الأكاديمي الليبي أبو القاسم الربوأن الموقف حول الإنتخابات في ليبيا يلفه الغموض، بسبب إنعدام الإيضاحات سواءاً من اللجنة العليا للإنتخابات أو من أي مسؤول آخر.
ورأى الربو أن في مداخلة عبر برنامج "بانوراما" أن "لإنتخابات المزمع إجراءاها والتي بدأت مراحل الإعداد لها مؤخراً لن تشكل خلاً للأزمة في ليبيا بل ستزيد الأمور تعقيداً" ، بل "ستزيد من الأجسام السياسية الموجودة".
واضاف أنه "إذا كان لهذه الإنتخابات أن تنجح فيجب أن يكون هناك دسنور في البداية، ويتم الإستفتاء عليه، بجيث تجدد الطريقة التي ستدار فيها البلاد وشكل نظام الحكم".
وأكد أنه " لو ترك الليبيون أنفسهم يحلون مشاكلهم دون التدخلات الأجنبية لوجدوا الحل، لكن الإرادة الغربية كانت في تحويل ليبيا إلى دولة فاشلة لإطالة أمد الأزمة، تنتهك حدودها الدول المجاورة وغير المجاورة".
من جانبه إعتبر القيادي في التكتل الفيدرالي بالقاسم بويصير أن " المبعوث الأممي إلى ليبيا غسان سلامه بإصراره على موضوعة الإنتخابات أراد أن يقطع الطريق على الجسمين المتصارعين الآن على السلطة في غرب ليبيا وشرقها، ووضعهما أمام الأمر الواقع".
واضاف في مداخلة عبر نفس الحلقة أن "المجلس الرئاسي الذي جاء به إتفاق الصخيرات ايضاً يعمل على أن يكون في صلب المشهد السياسي في البلاد في المرحلة القادمة، وهو ما يجب أن تراعيه ألية الإنتخابات المقبلة".
ولفت إلى أن الليبين مع ذلك يعتبرون الإنتخابات إنجازاً مهماً من جملة ما تحقق بعد ثورة 17 فبراير، وباالتالي لن يفرطوا بها كأحد دعائم العملية الديمقراطية".