وكان "الحزب الديموقراطي الاشتراكي" حقق أسوأ نتائج له منذ انتهاء الحرب العالمية الثانية لتاريخه في أيلول/سبتمبر الماضي. وخسر التيار المحافظ بزعامة ميركل ناخبين لصالح اليمين المتطرف بسبب سياسته الليبرالية الخاصة بالهجرة، وهو كسب موافقة "الحزب الديموقراطي الاشتراكي" على إقامة تحالف معه بعد انهيار محادثات تشكيل حكومة ائتلافية مع حزبين أصغر.
وذكرت "الحياة" أنه من المقرر بدء المباحثات الخاصة بالإبقاء على الائتلاف بين المحافظين و"الحزب الديموقراطي الاشتراكي" الذي يحكم ألمانيا منذ العام 2013 الأربعاء المقبل، لكن من المتوقع على ما يبدو حدوث صدام بين الحزبين في شأن قضية أوروبا التي من المرجح أن تلعب دوراً رئيساً في المحادثات.
وقال السياسي المحافظ البارز فولكر كودر إن اقتراح شولتس الخاص بأوروبا يشكل "خطراً على الاتحاد الأوروبي وعلى موافقة المواطنين في أوروبا"، وقال كبير موظفي المستشارية الألمانية بيتر ألتمير إن هذه الفكرة ولاسيما إطارها الزمني غير واقعية.
ووجد استطلاع أجرته مؤسسة "إمنيد" لحساب صحيفة "بيلد" أن أقل من ثلث الألمان أو 30 في المئة يؤيدون فكرة شولتس، في الوقت الذي يرفضها نصف الألمان تقريباً بنسبة 48 في المئة.
وقال كودر لصحيفة "تاغس شبيغل" إن من الضروري تعزيز أوروبا، لكن من المهم أيضاً إدراك أن الناس في الوقت الحالي يرغبون في "المصداقية التي يرون أن في إمكانهم أن يجدوها في الدول الوطنية".
وقال ألتمير إن اقتراح شولتس أدهشه، وإنه سيكون من الأفضل معالجة مشكلات محددة في أوروبا مثل البطالة وحماية الحدود الخارجية وتنسيق السياسة الخارجية.
وأضاف "النقاش حول ما إذا كان يجب أن تصبح أوروبا اتحاداً كونفدرالياً أو ولايات متحدة أمر يتعلق بالأكاديميين أو الصحافيين وليس السياسة الخارجية الألمانية".
وأشار إلى أن "إقامة ولايات أوروبية متحدة سيحول سيادة الدول الأعضاء إلى بروكسل، ولن تكون هناك غالبية لهذا في كثير من دول الاتحاد الأوروبي".
وأبدت ميركل تشككها أيضاً، وقالت الخميس الماضي إنها ستركز بدلاً من ذلك على زيادة التعاون في مجال الدفاع بحلول العام 2025 وعلى التوظيف والابتكار.