يشير التقرير إلى أن القوات العراقية، عثرت على 3 قذائف صاروخية "آر بي جيه"، تحتوي رؤوسها على مادة كيماوية تشبه خردل الكبريت، وهو سلاح كيماوي محظور، يتسبب في حرق جلود الضحايا ومهاجمة أجهزتهم التنفسية.
ويقول سليمان بلاك، وهو مسؤول عن تحليل الأسلحة في وزارة الخارجية الأمريكية، إن مستوى إنتاج أسلحة التنظيم "لم نر مثيلاً له مطلقاً" لدى أية قوات غير رسمية.
وأشار كريغ ماكينلاي، وهو مدير عمليات لدى منظمة نرويجية لإزالة الألغام، إلى العثور على 4 سخانات مهملة، ومولد كهربائي، بالقرب من مدينة الموصل، وهي أجهزة مفيدة للمدنيين النازحين والمقاتلين على حد سواء، لكنها كانت معبأة بمتفجرات مخفية، تسمح بانفجارها بمجرد أن يقترب منها أي شخص أو يحاول تحريكها.
ويحذر إرنست باراجاس، وهو خبيرٌ سابق في تركيب وتفكيك الذخائر البحرية المُتفجِّرة، الذي عمل مع منظمات لإزالة الذخيرة في المناطق التي احتلها تنظيم "داعش" من أن "عناصره ينشرون معرفتهم في مختلف أنحاء العالم. تصل هذه المعرفة إلى الفلبين وإفريقيا. وستستمر في الانتشار".
وتشير الصحيفة إلى أن التنظيم يستخدم الصواريخ الكيماوية المُتهالكة والقذائف المتبقية من برنامج الأسلحة الكيماوية العراقي المنتهي، وعندما سيطر تنظيم "داعش" على مساحات واسعة من المناطق والمدن الكبيرة في عام 2014، استولى أيضاً على متاجر ومصانع، تحتوي على مكابس هيدروليكية، ومُعدات لطرق الحديد، وآلات تُدار بواسطة الحاسب الآلي، وآلات صب البلاستيك عن طريق الحقن. وعلاوة على ذلك تحرَّك التنظيم ليسيطر على كلية جامعية للتقنية ومعمل جامعة على الأقل. وأسهمت هذه البنية التحتية في إحداث طفرة في إنتاج أسلحة التنظيم.
وقال داميان سبليترز، مدير عمليات مؤسسة "كونفليكت أرمامنت ريسيرش" في العراق وسوريا، وهي شركة خاصة تراقب وتُحقِّق في تصنيع وانتشار الأسلحة وأجرت عملا ميدانيا في كلتا الدولتين أثناء الحرب، إن هناك جهازا إداريا يقف وراء قدرات التسلُّح لدى التنظيم ويتولَّى مهمة الإشراف على تطوير وتصنيع الأسلحة.
وتشبه الألغام لغم إيطالي مضاد للأفراد يطلق عليه اسم "في إس-50"، على الرغم من أن نسخة "داعش" أكبر بكثير، وهو الأمر الذي دفع عمال إزالة الألغام إلى الإشارة إليه مجازا باسم "في إس-500".
ومع مرور الوقت، أصبحت الألغام المُنتجة حديثا من طراز "في إس-500" مقاومة للماء بشكل متزايد، وهو الأمر الذي يطيل من عمرها في الأرض. وعلى نحو مماثل، فإن فتيلة السلاح المُهاجم التي أطلقتها "داعش" تظهر علامات على أنها صُنعت لتكون مقاومة للرطوبة والصدأ.
وقال ماكينلي إن الألغام الأرضية من الجيل الأول لم تكن جيدة. وأضاف أنها "لم تصمد جيدا". ولكن في الوقت الذي هُزم فيه "داعش" في مدينة الموصل بالعراق، طوَّرَت الجماعة من التصميم وزوَّدَت أرض المعركة والقرى بأسلحة "تدوم لمدة طويلة للغاية".
وشارك تنظيم "داعش" في عمليات كسح مُنظمة، بما في ذلك جمع القنابل أمريكية الصنع التي أسقطتها الطائرات الحربية للتحالف وتغيير استخدام قوتها المتفجرة.
وتُظهر مجموعةٌ من الصور التي قدَّمها أحد عمال إزالة الألغام كيف أنشأت الجماعة متجراً مفتوحاً للقطع، لفتح قنابل الطائرات الأمريكية التي لم تنفجر بعد وإزالة المتفجرات التي بداخلها.