ويشار إلى أن حلف شمال الأطلسي (الناتو) الذي هو آلة الغرب الحربية، لا يعدم الفرصة لإظهار قوته واستعراض عضلاته عند حدود روسيا.
ويزعم قادة الناتو إبان ذلك أن روسيا حشدت مائة ألف جندي لغزو واحتلال جمهوريات البلطيق السوفيتية السابقة. ويتخيل من يروّج مزاعم من هذا النوع أن تنطلق الحملة الافتراضية على جمهوريات البلطيق من قطعة أرض تقع في "قلب" الناتو.
والمقصود بقطعة الأرض هذه التي تؤرق قادة الناتو وتجعلهم لا ينامون بالليل، وفق تعبير يلينا يوريشيتش الخبيرة في شؤون الجمهوريات السوفيتية المتحدة السابقة، هي منطقة كالينينغراد الروسية.
وتواجد أكثر من 200 ألف عسكري في هذه المنطقة في زمن الاتحاد السوفيتي. أما الآن فيتواجد هناك 10 آلاف إلى 20 آلاف جندي روسي.
وسارع الغرب إلى بسط آلته الحربية على جمهوريات البلطيق حين سمحت موسكو لمَن يريد بالخروج من عباءة الاتحاد السوفيتي. وبطبيعة الحال لم يسع روسيا إلا أن تفعل شيئا ما لحماية نفسها من هذه الآلة الحربية المعادية. ولم تقدم روسيا على حشد المزيد من الجنود في منطقة كالينينغراد التي أصبحت في خطر، لكنها شرعت في تزويد جنودها الموجودين في المنطقة بالمعدات العسكرية الحديثة مثل صواريخ "إسكندر"، ما أدى دوره في تبريد الرؤوس الحامية لقادة التحالف الغربي.