حميميم للمصالحة باللاذقية بدا أنه شهد تقدما واضحا في منحى المصالحات القادمة رغم تشويش وعراقيل بعض الجهات الإقليمية في المنطقة.
وحذر الباحث والمحلل السياسي الدكتور خالد المطرود مدير شبكة "البوصلة" الإعلامية في حديث خاص لـ"سبوتنيك" من أوامر خارجية يتم إملاؤها على ما يسمى "جيش الإسلام" و"فيلق الرحمن" من قبل الرياض لمحاولة فرض شروط لتحقيق مصالح إقليمية خاصة في
اليمن تضمن تسوية ما تحفظ ماء وجه السعودية على حد قوله.
وأضاف المطرود أنه "إذا كان هناك من يريد إعاقة المصالحة في الغوطة الشرقية فإن الجيش السوري مع حلفائه قد أعدوا العدة لعملية عسكرية جراحية لابد منها لكنها لن تكون كبيرة وإنما موضوعية ستكون مقدمة لإنجاز المصالحة".
وحول الأنباء عن انسحاب مسلحي "جبهة النصرة" من ريف دمشق الشرقي قال المطرود: "بعد التفاهمات التي وقعت بين الروس والأتراك حول إدلب نتج عنها حل "هيئة تحرير الشام" التي يشكل تنظيم "جبهة النصرة" العصب الأساسي لها إذ تتألف الهيئة من /16/
فصيلا مسلحا مدعومة من قبل الحكومة التركية وبعد أن بقي تنظيم "جبهة النصرة" منفردا يغرد خارج سرب التوافقات الإقليمية وتم عزله في ريف دمشق الشرقي (الغوطة الشرقية) لأنه التنظيم الذي لم يوقع على تفاهمات أستانا وبالتالي أصبح الآن مستهدفا تنفيذا للقرار
الأممي /2253/ الذي اعتبر "داعش" و"جبهة النصرة" تنظيمين إرهابيين وأضحى وجود "جبهة النصرة" عائقا أمام التفاهمات في مناطق تخفيف التوتر التي تشمل الغوطة الشرقية وأمام تنفيذ أي مصالحات يتم العمل فيها لإخراج الغوطة الشرقية من الواقع المأساوي
الذي فرضته التنظيمات الإرهابية المسلحة".
وتعليقا على المصالحات في المنطقة الجنوبية والأنباء عن فتح معبر نصيب الحدودي مع الأردن أشار المطرود إلى تفاهم بوتين- ترامب الموقع في 7 أيار الماضي تضمن تشميل المنطقة الجنوبية بمناطق تخفيف التوتر وتم الحديث عن إجراء مصالحات على كامل مساحة
درعا مدينة وريفا بهدف تبريد المنطقة الجنوبية وعودتها إلى الوطن الأم سورية لكن كانت هناك معوقات كانت توضع لمنع إنجاز هذه المصالحات من قبل المجموعات المسلحة بأوامر خارجية إسرائيلية- أردنية مشيرا إلى أن إسرائيل تريد تأمينا للحدود مع سورية وتطالب
بالعودة إلى اتفاقية فصل القوات الموقعة عام 1974 بضمانة الدولة السورية وبمنع قوى المقاومة من التواجد بعمق 40 كم عن الحدود وكان يرافق ذلك تصعيد من قبل المجموعات المسلحة وخرق اتفاق خفض التوتر.
وأضاف: "بعد الحديث عن مؤتمر للحوار السوري- السوري في روسيا بدأت عملية التحضير للانطلاق بمصالحات كبرى بالإضافة إلى باقي المناطق الساخنة في سورية على أن يكون ذلك بعد مؤتمر سوتشي مباشرة بما فيها عودة الجيش السوري إلى الحدود مع الأردن
وفتح معبر نصيب".
وفي سياق حديثه عن المعارك التي يخوضها الجيش السوري في ريف دمشق الجنوبي الغربي لفت المطرود إلى أن العمليات العسكرية بدأت في قرية "بيت جن" بعد محاولة المجموعات المسلحة المدعومة من "إسرائيل" بمحاولة الهجوم والسيطرة على مدينة "حضر"
بمحافظة القنيطرة فكان لابد للجيش السوري من إعادة رسم لموازين القوى وقطع للمناطق التي تشكل عمقاً للمجموعات المسلحة فكانت عملية القطع ومن ثم العزل.
وأردف قائلا: "تهدف عملية الجيش السوري في ريف دمشق الجنوبي الغربي إلى تقطيع أوصال المجموعات المسلحة وعزلها ومن ثم منع أي تهديد قد تشكله هذه المجموعات للمنطقة ومن ثم جرها إلى التفاهمات في أستانا ومنعها من تحقيق أهداف "إسرائيل" من بوابة
ريف دمشق الجنوبي الغربي".
وحول الأنباء عن سعي لتشكيل ما يسمى "جيش سورية الجديد" قال المطرود: نحن نعلم أن الولايات المتحدة تدعم "وحدات الحماية الكردية" وبعد فشل مشروع حماية "داعش" والاستثمار عليها بدأت عملية الاستثمار على "قسد" وهي قوات لا تملك إجماعا لدى جميع
الأكراد وقد لعبت أدوارا سلبية في هذه الأزمة فإذا كان الهدف الأمريكي هو تغيير لون هذه المجموعات فهو هدف مكشوف فالناتج لا يوجد جيش على الأرض السورية إلا الجيش العربي السوري الذي سيبقى عنوانا لوحدة سورية فيما ستنضوي كل الفصائل تحت لواء القوات
الرديفة لهذا الجيش بعد المصالحة الكبرى وأي قوات أجنبية سيتم التعامل معها على أنها احتلال في حال لم يتم التشاور مع الحكومة السورية في وجودها ودورها.