ووفقا لإدارة القضاء التابعة للمحكمة العليا، فإن 13 روسيا أدينوا بتهمة الخيانة، بينما صدر حكم التجسس على 3 مواطنين أجانب. وعلى الرغم من تواضع هذه الأرقام، إلا أن الخبراء يرون أنها ليست علامة على نشاط أجهزة المخابرات الأجنبية.
فقد قال الجنرال في أجهزة الأمن الروسية ألكسندر ميخائيلوف: "عدد موظفي شبكة المخابرات الأجنبية في روسيا ثابت على مدى السنوات الـ25 الماضية، إذ يبلغ عدد عملاء المخابرات الأجنبية حوالي 4 آلاف شخص"، مشيرا إلى أن القضية تكمن في نشاطهم، إذ أن الجواسيس يبدأون بالعمل أكثر نشاطا أثناء زيادة تفاقم الأوضاع.
ووفقا لأقوال ميخائيلوف، فإن عددا قليلا من الجواسيس ينتهي بهم المطاف إلى العقاب، إذ جرت العادة بأن تنتهي القضية بترحيلهم إلى أوطانهم. ومن الجدير بالذكر أن قضايا التجسس نادرا ما تصل إلى وسائل الإعلام. كما أن بعض الجواسيس المكشوفين لا يشكون باستخدامهم من قبل المخابرات الروسية كأداة للتضليل.
ووفقا للبيانات الرسمية فإن المخابرات الروسية كشفت في النصف الأول من عام 2017 عن 30 جاسوسا يعملون لصالح أجهزة المخابرات الأجنبية وأكثر من 200 شخص يشتبه بتعاونهم مع المخابرات الأجنبية.
وذكر الخبراء أن الولايات المتحدة مازالت أحد أهم أعداء روسيا في مجال المخابرات. وتجدر الإشارة إلى أن الجاسوس الأمريكي الأكبر، الذي تم الكشف عنه من قبل المخابرات الروسية، كان السكرتير الثالث للسفارة الأمريكية وموظف المخابرات المركزية ريان فوغل. وقد تم اعتقال الجاسوس في أيار/مايو من عام 2013 أثناء محاولة تجنيد ضابط في المخابرات الروسية.
وصرح الكسندر ميخائيلوف "الولايات المتحدة لا تملك شبكة واسعة من العملاء في بلادنا فحسب، بل وتدير أيضا كل أجهزة الاستخبارات الأوروبية. إن الأمريكيين هم من يعملون على وضع خطط واستراتيجيات الأنشطة الاستخباراتية ضد روسيا. إذ أنهم يتعاونون في تبادل البيانات وتحليل المعلومات الاستخباراتية. في الواقع، نحن نواجه كتلة استخباراتية خطيرة، ينضم إليها أعضاء جديد باستمرار، ولا سيما من الجمهوريات السوفييتية السابقة".
كما بدأت أوكرانيا بزيادة نشاطاها الاستخباراتي على الأراضي الروسية بعد ضم القرم واندلاع الحرب في دونباس. إذ أن المخابرات الروسية غالبا ما تكشف عملاء المخابرات الرئيسية التابعة لوزارة الدفاع ودائرة الاستخبارات الخارجية الأوكرانية. ويستهدف الجواسيس الأوكرانيون خاصة شبه جزيرة القرم، كما أن مهامهم لا تقتصر على جمع المعلومات فقط. إذ كان أعضاء ما لا يقل عن 3 مجموعات استخباراتية أوكرانية يستعدون لعملية تخريب في مرافق البنية التحتية في القرم. كما يتم الكشف عن الجواسيس الأوكرانيين في بقية أنحاء روسيا. ففي تشرين الأول/اكتوبر من عام 2017، تم القبض على عامل في مصنع بناء السفن في تولياتي الروسية، كان قد كلف بجمع معلومات عن عمل المصنع. وتم ترحيل الجاسوس في نهاية المطاف إلى أوكرانيا.
ويلجأ الجواسيس بشكل متزايد إلى استخدام التكنولوجيا الجديدة. فقد تم تسجيل زيادة حالات التجنيد عبر الانترنت في روسيا. فقد أنشأت الولايات المتحدة في عام 2011 إدارة خاصة للتجميع، مهمتها رصد مواقع التواصل الاجتماعي واختيار المرشحين للتجنيد.
ويرى ميخائيلوف أن "التجنيد اليوم لا يتطلب نهجا خاصا"، إذ أن الشخص ينشر على شبكة الانترنت سيرته الذاتية والأماكن التي يزورها ومن هم أصدقاؤه وما يأكله حتى. لذلك فإن مواقع التواصل الاجتماعي تشكل قاعدة ضخمة للقيام بأنشطة الاستخبارات. أما بالنسبة للتجسس الإلكتروني المباشر أو هجمات القراصنة فإن السنوات الأخيرة بينت أن أجهزة المخابرات الروسية لا تسمح بتسريب معلومات سرية خطيرة، باستثناء حالات خيانة نادرة. وفي الوقت نفسه، فإن التسريبات في الولايات المتحدة تحدث بشكل مستمر، مثل سنودن وويكيليكس، ولكن هذه التسريبات لم تكن مفاجأة كبيرة لروسيا التي كانت تعلم بذلك منذ فترة طويلة.
وتعتبر الجهة الرئيسية لمكافحة التجسس في روسيا اليوم جهاز الأمن الفيدرالي، الذي يشمل وحدات لمكافحة التجسس العسكري والصناعي والاقتصادي. كما أن هناك جهات روسية أخرى تملك أجهزة استخبارات خاصة بها، مثل دائرة الاستخبارات الخارجية والإدارة الرئيسية للأركان العامة للقوات المسلحة.