سبوتنيك. ولأول مرة تم تصميم جهاز من الصفر في روسيا، الذي جمع بين تخطيط أمواج الدماغ وتخطيط كهربائية العضل (قياس النشاط الكهربائي لألياف العضلات) والتصوير الكهربائي لعضلات العين (قياس القدرات البيولوجية أثناء حركة العين) وتخطيط الطيف الضوئي (تسجيل تدفق الدم) وتسجيل درجة حرارة السطح بهدف إنشاء واجهة حاسوبية دماغية لنقل إشارات التحكم إلى جهاز ميكانيكي (هيكل آلي، كرسي متحرك، لعبة حاسوبية).
وقد تم تنفيذ المشروع بالتعاون مع وزارة التعليم والعلوم الروسية في إطار اتفاقية أبرمت مع جامعة كانت الفيدرالية.
فيما يتعلق باسم الجهاز فقد تم اختياره من قبل المصممين على غرار رقاقة من سلسلة روايات "الجيوب" للكاتب الخيالي فاديم بانوف حيث تصف أعماله أحداثاً من المستقبل القريب والذي سوف تزدهر فيه تكنولوجيات النانو والتقنيات الرقمية. وسوف يقطن الكرة الأرضية كائنات السايبورغ. وعملياً سوف تثبت في الجهة الخلفية من الرقبة رقاقة خاصة تمنح صاحبها قدرات جديدة. هذه الرقاقة على شكل مثلث أطلق عليها الكاتب اسم "بالالايكا"، بحيث يمكن تحميل الكثير من البرمجيات التي تساعد في جعل الحياة أكثر سهولة — بدءاً من جميع أنواع القواميس ووصولاً إلى الدلائل السياحية للمدن والمتاحف.
تجدر الإشارة إلى أن "بالالايكا" ليست أول جهاز من هذا النوع، والذي تم تصميمه في معهد المنظومات الحية، ولكن هذا الجهاز وفقاً للعلماء، يختلف عن الأجهزة السابقة كما يختلف الهاتف الخليوي البدائي عن الآيفون أحدث طراز.
بفضل الجهاز العصبي "بالالايكا"، يمكن ممارسة اللعب على الحاسوب دون الحاجة للأيدي، وقيادة كرسي متحرك أو الهيكل الآلي. وإذا كان الشخص لا يشعر بصحة جيدة ولا يمكن الذهاب إلى العيادة لقياس المؤشرات الكهربائية، يمكنه أن يفعل ذلك بنفسه في المنزل، وبعد ذلك إرسال النتائج إلى الطبيب.
يقول مكسيم باتروشيف، مدير معهد الأنظمة الحية: "حالياً يعمل خبراؤنا، ومن بينهم يجب أن نذكر أولاً كبير مصممي "بالالايكا" دانيل بورشيفكين، على تصميم "أفاتار". هكذا نطلق تسمية الجهاز، الذي يتم التحكم به عن بعد. بمعنى آخر عندما نرفع يدنا، يقوم الروبوت الذي يقف على مسافة برفع يده أيضاً. وحتى هذه اللحظة، ومن خلال المشاركة في مختلف المعارض والمسابقات، لم نر قط جهازاً آخر من صناعة روسية تماماً، والذي تم إنشاؤه من الصفر، كما هو الحال في جهازنا. بالطبع، هناك شركات تستخدم، على سبيل المثال، عنصر تحكم أمريكي وقبعة ألمانية مع أقطاب كهربائية. ولكن أن تكون المكونات جميعها صناعة وطنية محلية تماماً، لم نصادف ذلك من قبل".
النتائج التي تم الحصول عليها من قبل العلماء من جامعة كانت الفيدرالية تتيح لنا أن نستنتج حقيقة أن الاستخدام المشترك لإشارات تخطيط أمواج الدماغ وتخطيط كهربائية العضل والتصوير الكهربائي لعضلات العين يحسن من دقة تفسير النشاط البدني المخطط القيام به والفعلي. إشارات تخطيط أمواج الدماغ بغض النظر عن النشاط العضلي هي معرف إضافي يمكن استخدامها في التقنيات الروبوتية. ومن المفترض أن استكمال النظام والاستخدام المتزامن للإشارات الفسيولوجية المختلفة سيجعل من الممكن تقريب دقة التصنيف والتحكم الخالي من الأخطاء للأجهزة عن طريق قوة الفكر حتى تصل إلى 100٪.
وهذا بالطبع سيخلق مزايا تنافسية نسبة للتصاميم الأجنبية، وسوف يفتح نوافذ جديدة من الفرص للسوق المحلية من الأجهزة الخاصة بإعادة تأهيل الأشخاص الذين يعانون من أمراض النظام الحركي.
إن جامعة كانت الفيدرالية هي أحد المشاركين في برنامج الدولة لدعم أكبر الجامعات الروسية وفق "مشروع 5-100". وقد تم إطلاق البرنامج من قبل وزارة التعليم والعلوم الروسية وفقا لمرسوم رئيس روسيا الاتحادية "حول التدابير التي ترمي لتنفيذ سياسة الدولة في مجال التعليم والعلوم" وذلك لضمان انفراج نوعي في تحسين القدرة التنافسية للجامعات الروسية الرائدة.