ألا تعتبر هذه المواقف خروجا عن النأي بالنفس؟
يقول مستشار رئيس الحكومة اللبنانية الأسبق والباحث في الشؤون الإقليمية رفعت البدوي، قرار النأي بالنفس لا يمكن أن يكون ساريا في لبنان، لإنه لا يعيش في جزيرة منعزلة عن محيطه، حيث تحيطه من الجنوب فلسطين المحتلة، ومن الجهة الغربية الجمهورية العربية السورية، التي عانت وتعاني على مدى سبع سنوات عجاف، من اضطرابات كبيرة، وأحداث كبيرة كان لها الأثر الكبير على الأوضاع في لبنان، وبينتجة ذلك نزح إلى لبنان حوالي مليون و700 ألف نازح، لا يزال القسم الأكبر منهم يعيش في مخيمات في لبنان. موضوع النأي بالنفس اخترع من أجل أن تسير الأمور والتنسيق بين مختلف المكونات السياسية في لبنان. وهذا الشعار أطلق أيام حكومة الرئيس ميقاتي، لكن لم يُعمل به، غير أن هذا الموضوع أثير من قبل الرئيس الحريري لعودته عن الإستقالة. فيما يخص مواقف كل من كتلة "المستقبل" وحزب الله من إدانة كل منهم طرفا من أطراف الأزمة اليمينة، يعتبر مخالفة لموضوع النأي بالنفس، ومن هنا نقول: لا يمكن أن تكون قضية النأي بالنفس ناجحة وناجعة في ممارسات السياسة في لبنان.
التفاصيل في الملف الصوتي المرفق في هذه الصفحة.
إعداد وتقديم: عماد الطفيلي