وأضاف: "لقد اعتقدت الأحزاب الكردية أن «موسم الاستقلال» قد حان وأن الوقت يسير في صالح تحقيق الحلم القومي للأكراد من خلال التحالف مع الولايات المتحدة وأن ترتيبات ما بعد الحرب ستسهم في تحقيق الهدف المعلن وهو الفيدرالية فيما الهدف الحقيقي يتمثل ببلورة مشروع الدولة القومية".
وأردف الشاهر قائلاً: "إن مشروعاً من هذا النوع وفي ظل هذه الظروف بالذات يفتقد إلى عوامل النجاح تحديداً لأن تركيا وإيران معنيتان بارتداداته على المستويين المتوسط والبعيد وتدرك القيادات الكردية جيدّاً أن اتفاقية «سايكس — بيكو» والمصالح الدولية والإقليمية التي تتحكم بموازين الصراع لن تسمح بتشكيل دولة كردية تهدد النظام الاجتماعي والسياسي في دول الجوار" على حد قوله.
وحول انعكاسات الأزمة الخليجية على الأوضاع في سوريا أوضح الباحث أن هذه الأزمة أدت إلى إضعاف الجماعات المسلحة في سوريا وجعلتها في وضع لا تحسد عليه بعد تأزم العلاقات بين السعودية وقطر ما انعكس سلباً على أداء المسلحين على الأرض ونشوب صراعات دموية فيما بينهم.
وأشار الباحث السوري إلى أن ثمة معلومات تشير إلى أن عدد الجماعات التكفيرية أو الفصائل التي دخلت الأراضي السورية بلغ ما يقارب الـ 400 فصيل وكل جماعة أو مجموعة فصائل تمثل أجندة دولة خارجية لفرض أجندتها على الساحة السورية في ظل تباين في المصالح بين القوى الدولية وهو ما يترجم حدة الاحتقان بين الجماعات التكفيرية واقتتالها الدائر اليوم في عدد من المناطق داخل سوريا وفرض منطق المصالحات الذي ترعاه عدة اطراف دولية وفي مقدمتها روسيا.
وحول استمرار الدعم الخليجي المقدم للمجموعات المسلحة في سورية لفت الشاهر إلى أن النائب في حزب العمال البريطاني "ستيف روذرام" كشف خلال جلسة لمجلس العموم البريطاني عن معلومات أن الشركات البريطانية التي فازت بتعاقدات لإنجاز مشروعات في مونديال قطر 2022 حصلت على أموال أقل مما هو متبق لها في حين وصلت بعض الأموال التي لم يتم دفعها (للشركات) إلى المجموعات المسلحة في سورية ما يشكل دليلاً جديداً على الدعم القطري للمجموعات المسلحة في سورية.
وحول مدى استفادة سورية من الخلافات بين السعودية وقطر خلال حربها على الإرهاب أشار الشاهر إلى أن سورية رأت في الأزمة الخليجية فرصة للتأكيد على صحة رأيها بتدخل بعض الدول في شؤونها الداخلية وأن هذه الأزمة تؤكد دعم قطر ودول الخليج للجماعات الإرهابية في سورية.
وأضاف: لقد تحققت نجاحات كبرى ضد تنظيم "داعش" الذي تأثر بسوء العلاقات السعودية- التركية لكن زوال "داعش" لن يكون خاتمة الأحزان بل ربما يكون بداية لآلام أخرى من نوع جديد فالتنظيم أقام دولة التطرف بكل مقوماتها وشكّل جيشاً من الإرهابيين الحاقدين على الإنسانية فظهور التطرف بهذا الشكل الخطر في العراق وسورية يطرح أسئلة حقيقية عن المستقبل في هاتين الدولتين.
وأوضح الشاهر أن تركيا تتخوف من أن تؤدي التداعيات السلبية للأزمة الخليجية- القطرية على الاقتصاد القطري وبالتالي إلى تراجع الاستثمارات القطرية في تركيا التي تبلغ نحو20 مليار دولار ويتركز معظمها في قطاعات الزراعة والسياحة والعقار والبنوك مشيراً إلى أن تركيا تسعى لاستغلال فرصة قطع السعودية والإمارات العلاقات التجارية مع قطر للسماح للمنتجات الغذائية التركية بالنفاذ للأسواق القطرية التي تأثرت سلباً جرَّاء العقوبات الاقتصادية الروسية التي كانت مفروضة على تركيا وبالتالي فإن الأزمة الراهنة ستعود بالنفع على الاقتصاد التركي.