وقال فيسك: " من يزرع الريح يحصد العاصفة، قد يراه البعض مثلا شائنا، لكن ترى ما الربح، الذي جناه ولي العهد السعودي من احتجاز أغنى فلسطيني في المملكة، واحتجازه بشكل مؤقت لعدة أيام؟".
وتابع قائلا "خلقت تقارير احتجاز المصري حالة من الفزع والرعب لدى الآلاف من الفلسطينيين، الذين ليس لهم أي علاقات مع السعودية".
وأرجع فيسك هذا إلى أن الآلاف من السعوديين، يودعون أموالهم في البنك العربي، الذي يديره صبيح، الذي يركز أعماله في الضفة الغربية والقدس والأردن.
وأوضح قائلا
"بعد أنباء اعتقال المصري، خشي الكثيرون من أن يتم تطبيق سياسات بن سلمان، التي يتبعها لإطلاق سراح الأمراء ورجال الأعمال الرهائن في الرياض، وهو أن يطلب منه رد الأموال المفترض أنه جنيها من وراء الفساد، وهو ما قد يؤثر على أموال المودعين الفلسطينيين، ولتذهب بكل ما تمكنوا من توفيره وكسبه في الأردن".
ووصف الكاتب البريطاني البنك العربي، بأنه "جوهرة التاج" الأردنية، خاصة وأن عملياته التجارية تشكل 23% من كافة العمليات التجارية المدارة في الضفة الغربية والقدس.
كما أشار إلى أن المصري يعد أحد أكثر رجال الأعمال تأثيرا في الأردن وفلسطين، وتقدر أرصدة البنك العربي بنحو 47 مليار دولار، كما أنه اشترى وشركائه في فبراير/شباط الماضي الأسهم التي كان يملكها رئيس الوزراء اللبناني، سعد الحريري.
وأشار إلى أن هذا الأمر، قد يكون هو السبب، الذي جعل بن سلمان يلتفت بصورة كبيرة له.
وقال فيسك إن صبيح رفض نصيحة المقربين له، بعدم الذهاب إلى المملكة في الوقت الحالي، وأصر على أن يترأس اجتماع أحد شركاته، ولكن تم توقيفه بعدها.
وتابع قائلا
"رغم أن المصري يشير إلى أنه تم التعامل معه بصورة طيبة في السعودية، لكنها نفس كلمات سعد الحريري، الذي تشير التقارير إلى أنه كان تحت قيد الإقامة الجبرية وتم إجباره على الاستقالة، وتراجع عنها في وقت لاحق في بيروت".