وأفادت الصحيفة، بأن بن سلمان، البالغ من العمر 32 سنة، يبدو حاكما معتدلا بعد أن منح المرأة السعودية حقوقا أكثر من أي وقت مضى ورخص مجالات للترفيه، كما يظهر في صورة الحاكم القمعي، إذ يبدي استبداداً وعناداً في أسلوب حكمه، بالإضافة إلى أنه يعد طرفاً هاماً في الحرب الدائرة باليمن، علاوة على مساهمته في تأجيج حالة من عدم الاستقرار التي تعصف بالشرق الأوسط.
وأشارت الصحيفة، إلى أن بن سلمان لا زال يعاني ضرراً نفسياً عميقاً لأزمه منذ الصغر، حيث دأب إخوته غير الأشقاء على النظر إليه بتعال، مما دفعه للعمل على تغيير ذلك بشتى الطرق، مؤكدة أن من بين هؤلاء الأمراء، الذين يتميزون بالتعالي وخريجي الجامعات الأجنبية، رائد الفضاء سلطان بن سلمان، والأمير عبد العزيز بن سلمان الذي شغل منصب نائب وزير وزارة البترول، بالإضافة إلى أمير منطقة المدينة المنورة، فيصل بن سلمان.
ونقلت الصحيفة تصريحات للأستاذ في معهد الدراسات السياسية بباريس، ستيفان لاكروا، والذي لديه عدة منشورات عن السعودية، وأكد أن محمد بن سلمان "كان الابن المفضل لوالده، حيث لازمه لسنوات طويلة، ورافقه في كل الاجتماعات"، مضيفاً أن "الطفل المدلل تعلم كثيراً من خلال مراقبة والده سلمان الذي جعل من العاصمة مدينة عملاقة".
وأكد ستيفان لاكروا، أن "النظام السياسي السعودي استند على حكم السلالة المالكة، ولعبة معقدة بين فصائل مختلفة تنحدر من نسل أبناء العاهل المؤسس للسعودية الحديثة، التي تتقاسم فيما بينها قيادة الدولة ككل"، وأضاف أن "بن سلمان يعمل على حماية نفسه من تفجر الوضع حوله عندما يغيب والده عنه، لذلك يعمل على إعادة تنظيم الدولة والمجتمع بما يتماشى مع طموحه في اعتلاء الحكم".
وكشفت "جورنال دو ديمانش"، أن محمد بن سلمان لم يغادر أبدا السعودية إلا في بعض الرحلات، وقد ساهم ذلك في تعزيز إطلاعه على ما يجول في خاطر المجتمع السعودي، وفي هذا الإطار، أكد مقرب من الديوان الملكي أن "ولي العهد يعي جيداً أن أبناء الطبقة المتوسطة غير مستعدين لتطبيق الديمقراطية"، في وقت يبحث أبناء الطبقة المتوسطة من الشباب والنساء عن الإصلاحات الاقتصادية والاجتماعية، لذلك ركز بن سلمان في ثورته على هذه الطبقة ولخص رؤيته الإصلاحية الشاملة في "رؤية 2030".