وتابع قائلا "تلك الاتهامات وكأنها تقول إن الشعب الإيراني يؤمر من الخارج، وتصريح واحد من ولي العهد السعودي سوف يحرك كل هذه الملايين في إيران".
وأوضح، محمد المدح آجي، الباحث في الشؤون الإيرانية أن النظام الإيراني دوما ما يحاول أن يعلق الأسباب والمشاكل على قوى يصفها بالاستكبارية، ثم زاد عليها بعد ذلك قوى إقليمية مثل السعودية، وفي بعض الأحيان تركيا، بحسب وصفه.
وتابع قائلا
"هناك بالفعل تحركات خارجية، وهذا أمر لا نريد نفيه، لكن في الوقت ذاته إيران تمر بأزمات اقتصادية كبيرة".
وأشار إلى أن هناك فرق بين هذه الاحتجاجات الحالية واحتجاجات عام 2009، المسماه بـ"الحركة الخضراء"، وكان طابعها سياسيا، أنصار الإصلاحيين احتجوا على نتائج الانتخابات، واصطدموا مع أنصار المحافظين والحرس الثوري، لكن هذه المرة في مفارقة كبيرة، زعماء الإصلاحيين يصفون هذه الاحتجاجات بالشغب.
المدح آجي "رغم ما سقط من أعداد قتلى وضحايا لكن النظام الإيراني لا زال يساير هذه الاحتجاجات".
وعن أعداد الجرحى والقتلى في الاحتجاجات أكد الباحث في الشؤون الإيرانية أنه "بحسب مصادر في المعارضة، سقط أمس الاثنين 7 في طهران، وفي غرب البلاد سقط 8، وفي الأحواز 5 وفي أصفهان 2، إذا العدد أكثر من ما تم الإعلان عنه، ما يقارب 40 شخصا".
كما قال أيضا، محمد صدقيان، مدير المركز العربي للدراسات الإيرانية، إن السلطات في طهران تعتقد أن هناك استغلالا للأحداث من قبل الولايات المتحدة، وبعض الدول الإقليمية، خاصة بعد تغريدة الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، التي حرض فيها على النظام السياسي في إيران.
وتتم طهران كلا من السعودية والولايات المتحدة وبريطانية بوقوفهم خلف الاحتجاجات التي وقعت مؤخرا في مدن إيرانية عديدة، ونقلت وكالة "تسنيم" الإيرانية أن أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، علي شمخاني، قال إن احتجاجات إيران تجري في إطار "الحرب غير المباشرة" التي تشنها عدد من بلدان العالم ضد طهران، مشيرا أن تلك الدول تترأس حملات خاصة في شبكات التواصل الاجتماعي التي تؤثر على تحريك الاحتجاجات.
وتقع الاحتجاجات في مدن كبيرة من بينها طهران ومشهد وأصفهان ورشت، منذ الخميس الماضي. وكان الرئيس الإيراني حسن روحاني قد قال إن أسباب هذه الاحتجاجات تعود إلى المشاكل الداخلية في البلاد والتحريض من جانب الدول الأخرى.