ونقلت "الشروق"، عن رئيسة المرصد الجزائري للأسرة السيدة شائعة جعفري، دعوتها إلى "ضرورة فتح تحقيق وطني لبحث أسباب ارتفاع الطلاق ما يهدد بتفجير الأسرة الجزائرية ويقضي على قدسية الزواج، وشددت على ضرورة التعجيل في تنصيب لجنة وطنية مشتركة تضم ممثلي الهيئات الرسمية وخبراء ومختصين لبحث أسباب انتشار الشقاق الزوجي في الجزائر وما يترتب عنه من ضحايا بمئات الآلاف للأطفال والنساء الذين يحتضنهم الشارع وتعصف بهم الآفات الاجتماعية".
وعن أسباب ارتفاع معدلات الطلاق في الجزائر، أكدت السيدة عائشة جعفري أن السبب الأول يعود إلى "عدم نضج الشباب المقبلين على الزواج، حيث تحدث 80 بالمائة من حالات الطلاق في الأشهر الأولى من الزواج بسبب الذهنيات الخاطئة للزوجين عن الأسرة والزواج بتماديهم في الأحلام المزيفة وتقليدهم للأفلام التركية فيسقطون عند أول مشكل، وأضافت جعفري أنها وقفت على العديد من حالات الطلاق لأزواج في مقدمة زواجهم بسبب غياب المسؤولية لدى الزوجين فتجد الفتاة تشترط على زوجها أمورا تعجيزية وعندما يعجز الزوج عن تلبيتها تحتقره وترفضه".
وأضافت جعفري، "أنها قامت بالعديد من الدراسات الميدانية لأسباب انتشار الطلاق في الجزائر، واستقبلت الكثير من النساء ضحايا الطلاق واكتشفت أن الخلافات الجنسية وعدم التوافق الجنسي بين الزوجين من أكثر مسببات الطلاق في الجزائر، فينتج عن ذلك مكبوتات جنسية للزوجين وعدم الإشباع العاطفي بينهما، فتكبر الهوة وتزيد الخلافات وتنشأ الكراهية ويصير الطلاق مطلبا للطرفين، وحذرت المتحدثة من انتشار غير مسبوق للخيانات الزوجية، بسبب موضة مواقع التواصل الاجتماعي فتجد الزوج يغازل مئات الفتيات ويكوّن علاقات افتراضية مع النساء من مختلف الشرائح والأعمار وكذلك الأمر بالنسبة للزوجة وهذا ما يتسبب في غالب الأحيان في الخيانات الإلكترونية التي تتطور إلى خيانات واقعية فتحدث بعد ذلك الفضيحة وينشأ الطلاق".
ووفقا لصحيفة "الشروق"، انتقدت السيدة، شائعة جعفري، واقع جلسات الصلح في المحاكم، والتي باتت حسبها عبارة عن جلسات شكلية لتسريع الطلاق من دون أن يكلف القضاة أنفسهم عناء البحث عن أسباب الخلاف بتريثهم في الأحكام واستدعائهم عائلة الزوجين من باب الصلح وتوسيع المشاورات والتريث في الحكم النهائي، وهذا ما تسبب حسبها في انفجار أرقام الطلاق بسبب غياب الصلح بين الزوجين في العائلة التي تحولت من عائلة كبيرة إلى عائلة نووية وغياب الصلح أيضا في المحاكم التي باتت عبارة عن مؤسسات لتوزيع شهادات الطلاق.
ومن بين أسباب انتشار معدلات الطلاق حسب السيدة جعفري، هو الاستقلالية المادية للمرأة الجزائرية التي باتت أكثر جرأة باعتقادها أنها قادرة على تسيير حياتها ورعاية أبنائها دون الحاجة إلى رجل، فعند أي خلاف زوجي تجد المرأة في كثير من الأحيان هي من تطلب الخلع أو الطلاق دون اعتبار لأهلها وكلام الناس ونظرة المجتمع فعملها وشهادتها يعتبران بالنسبة إليها بمثابة الأمان، فتجدها بعد الطلاق تستأجر بيتا وتسكن بمفردها مع أولادها متحررة من زوجها وأهلها، على عكس ما كان في السابق عندما كانت المرأة المطلقة تجلب العار والمذلة لأهلها فكانت منبوذة وهذا ما جعلها تفضل الصبر على زوجها بدل طلب الطلاق.