وأوضح موسوي: أنه "قبل الثورة الإسلامية الإيرانية عام 1979، كان خامنئي ناشطاً سياسياً، وتحمَّل 15 عاماً من السجن والتعذيب والنفي، وارتفعت مكانته إلى أن انتُخِب رئيساً عام 1981"، مشيراً إلى أنه لعب دوراً محورياً في الإشراف على الحرب الإيرانية العراقية (1980ـ 1989)، التي دعمت فيها واشنطن وقوى عالمية وإقليمية صدام حسين، أما محمد بن سلمان، فقد وُلِد عام 1985 وليست له أية خبرة يمكن مقارنتها بخامنئي.
وبحسب موسوي في الثمانينيات، فإن السبب الآخر من أسباب نجاح إيران، هي خبرتها في محاربة الجماعات الإرهابية، مؤكدا أن إيران بأكملها واجهت موجة من الإرهاب، إذ كانت حركة مجاهدي خلق وحدها مسؤولة عن قتل أكثر من 17 ألفاً، مذكراً أن المرشد الأعلى للثورة الإيرانية كان ضحية من ضحايا الإرهاب، إذ شُـلَّت إحدى يديه بعد هجومٍ بقنبلة عام 1981، لذلك أصبح مُحنّك في مواجهة الإرهاب.
أمَّا محمد بن سلمان، فليس لديه تاريخ في مواجهة الإرهاب، وكان يستعد لتولي السلطة في وقتٍ كانت بلاده فيه "تقدم دعماً سرياً مالياً ولوجيستياً لتنظيم "داعش"، وذلك بحسب رسالة إلكترونية من وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة هيلاري كلينتون تعود لعام 2014، بحسب موسوي.
أما في الأمور الاقتصادية، فإن خامنئي ومحمد بن سلمان يختلفان أيضاً بشكل أساسي، فعلى الرغم من أن كلا من إيران والسعودية تعانيان من الفساد والبطالة المزمنة وانخفاض أسعار النفط، فإن طهرات قد اتخذت، في مواجهة هذه التحديات، خطوات لإصلاح نظام دعمها غير الكفؤ وتنويع اقتصادها.
وبالنسبة لنشأة الرجلين، قال موسوي إن الزعيم الإيراني نشأ في أسرة فقيرة وحافظ على نمط حياة متواضع منذ استلامه لمناصبه الرسمية بعد الثورة، أما محمد بن سلمان فقد عاش منذ ولادته في قصور مزخرفة ولم يشهد قط مصاعب شخصية أو فقراً، مذكراً بتقرير صحيفة "نيويورك تايمز" الذي زعم أن بن سلمان اشترى يختاً بقيمة 500 مليون دولار.
وتابع الدبلوماسي الإيراني السابق "تزعَّم خامنئي لـ28 عاماً دولة تعرَّضت لكل أنواع الضغوط الاقتصادية والسياسية والأمنية من قبل القوى الخارجية — بشكل أساسي الولايات المتحدة — بهدف تحفيز عملية تغييرٍ للنظام، ومع ذلك، لم يثبت أمن واستقرار إيران في هذه الفترة وحسب، بل وأصبحت البلاد قوة إقليمية مؤثرة.
وأضاف: "على النقيض من ذلك، تنظر الأسرة المالكة السعودية للولايات المتحدة بصفتها ضامن أمنها واعتمدت على رعايتها العسكرية والسياسية والاقتصادية لعقود، مشيرا إلى توقيع السعودية أكبر صفقة أسلحة في تاريخ الولايات المتحدة بقيمة 350 مليار دولار".
وبحسب المقال داخل المنطقة، شكلت طهران شراكة استراتيجية مع روسيا، ولعبت دوراً محورياً في سوريا والعراق، بناء على طلب من حكومتي البلدين، لتأمين سلامة أراضيهما وهزيمة المنظمات الإرهابية.
أما السعودية، وعلى الرغم من إعطاء إدارة ترامب الضوء الأخضر لها، فإنها قد غاصت في مستنقع في اليمن، الأمر الذي خلق أكبر كارثة إنسانية في العالم، بالإضافة إلى فشلها في محاولة تدبير تغييرٍ للنظام في قطر وسوريا، وشهدت جهودها لتقويض الحكومة اللبنانية وهي ترتد بنتائج عكسية على مرأى ومسمع من المجتمع الدولي، وتحتفظ بقبضة أكثر تقلبا من أي وقت مضى على البحرين، وقد أدت هذه الأفعال إلى إكساب محمد بن سلمان سمعة بالتهور والاندفاع.