لافتا إلى أن هذا الأمر يؤكد ما تحدثت به سوريا طويلا عن الدور التركي المباشر في سفك الدم السوري وفي تقديم الرعاية الكاملة للإرهاب، إقامة وتسليحا وتدريبا وتسهيل مرور. وأن يتبجح دونالد ترامب — كما كشف مؤلف كتاب "نار وغضب" — بالانقلاب الذي رعاه في السعودية ليضع "رَجله في القمة" هناك، فإنه يؤكد التبعية المطلقة للسيد الأمريكي، على حد تعبير الكاتب.
واعتبر حسن أن الأحداث السابقة خلال نصف القرن الماضي أكدت، وأحدثها زمنيا قضية القدس والانصياع الكامل للموقف "الترامبي" منها.
وأضاف:
من هذه الزاوية يمكن القول إنه لا جديد فيما سبق، فكما لا يكشف اعتراف "العطار" جديدا عن دور أردوغان في المأساة السورية، وقد وثقته وسائل إعلام أجنبية ونواب وصحفيون أتراك أيضا، فإن "الكتاب" لا يكشف، بدوره، تفاصيل لا نعرفها عن "مقام" ودور السيد الأمريكي في المنطقة، على حد وصف الكاتب السوري.
واستدرك قائلا: يوضح الكتاب أن عملية وضع "رجلنا في القمة" تمت وفق عقد محدد البنود بين جاريد كوشنر من جهة وولي العهد السعودي من جهة أخرى، ويمكن تلخيصها بجملة واحدة: إذا أعطيتنا ما نريد سنعطيك ما تريده، وبالتالي فإن ارتقاء ولي العهد السعودي في السلطة وإقصاء مناهضيه، يقابله أمران: الأول التزام هذا الأخير بتقديم مليارات الدولارات النفطية لصالح المجمع الصناعي العسكري الأمريكي الحاكم، والثاني: الموافقة العمياء على "صفقة القرن" التي تفرط بآخر الحقوق الفلسطينية المتبقية، على حد تعبير الكاتب.
ورأى الكاتب السوري أن ما كشفه الكتاب من وثائق سيساهم في إحراق السيد الجالس في واشنطن هذه الأيام، وأن النار والغضب سيتمددان إلى وكلائه المحليين لأنهم "على وشك الانهيار"، كما قال مصدره الرئيسي، أما "ديفيد هيرست" فيرى "أن كرة النار والغضب المتمثّلة في ترامب تقدم للعالم خدمة، إذ تفرض عليه إعادة التفكير في نظام دولي دون واشنطن".
وختم بالقول: وهو نظام يمكن التأريخ لبدايته، بحيادية، من واقعة "الثلاثاء السوري" في عام 2011 حين استخدمت روسيا والصين أول فيتو مزدوج لحماية سوريا من الجنون الأمريكي، ثم تتالت المؤشرات والدلائل، لكن دون اكتمال ركائزه المزيد من النار والغضب…وهما قادمان.