وأشار إلى أن "المؤسسات الأمريكية كانت تنتظر فرصة أن يأتي رئيس من خارج الطبقة السياسية الموجودة والمعهودة، لكي يوكل إليه القيام بهذه الإجراءات خاصة المتطرفة منها، سواء كانت قمع للحريات أو قرارات سياسية كما حدث بشأن نقل السفارة الأمريكية من تل أبيب للقدس".
وأوضح أن تغير الموقف الأمريكي، مرتبط بتغير موازين القوى الدولية في العالم، حيث تستعمل واشنطن شعارات الديمقراطية والحرية، لكن في الممارسة الفعلية تتناقض تماما مع تلك الشعارات".
وأضاف قائلا "تتشدق الولايات المتحدة بملف الحريات فقط لذر الرماد في العيون أمام الشعوب الأخرى أو البسطاء المتواطئين معها في العالم".
واعتبر أن
"الولايات المتحدة دمرت يوغسلافيا، والعراق، وليبيا، وسوريا واليمن، باسم الديمقراطية، واستخدمت أدلة للتدخل في تلك البلاد دون احترام السيادة بحجة الديمقراطية وحقوق الإنسان".
وأكد أن الديمقراطية بالنسبة لأمريكا عبارة عن "شعارات" تستخدمها للسيطرة على الدول بهدف تأكيد أحادية قطبيتها في العالم.
في السياق ذاته، قال الدكتور محمد فراج أبو النور، الكاتب الصحفي والمحلل السياسي، إن ازدواجية المعايير ملمح ثابت من ملامح السياسية الأمريكية الداخلية والخارجية على السواء.
وأوضح أن تبعية قوانين التشهير في أمريكا إلى تشريعات الولايات، أي أن مقاضاة مؤلف الكتاب أو حتى وقف تداوله يحتاج لمعركة قضائية كبيرة لن تحسمها إلا المحكمة العليا.
وتابع قائلا: "ترامب يخسر دائما أمام السلطة القضائية، وهذا ما حدث عندما أبطلت قاضية أمريكية قراره بمنع دخول مواطني عدة دول لبلاده، الرئيس الأمريكي يبادر باتخاذ ردود فعل تتصف بالمزاجية والعصبية".
واستطرد قائلا
"الرئيس الأمريكي لا يدرك بشكل دقيق حدود صلاحيات منصب الرئيس ضمن باقي المؤسسات الأمريكية وكذلك لا يدرك حدود صلاحيات الولايات المتحدة ضمن العلاقات الدولية ويتصور أن واشنطن تستطيع أن تفعل ما تريد في العالم".
وأكد أن مراكز القوى الأمريكية وعلى رأسها البيت الأبيض تحاول دائما الانتقام من أي شخص يفضح السياسية الأمريكية بأشكال شتى، ولا يستبعد من بينها الاغتيال وتكون الأصابع الأمريكية واضحة في هذا الشأن، مرجعا ضعف هيبة الولايات المتحدة مؤخرا نظرا لكشف تلك الأكاذيب كما حدث في تفجير 11 سبتمبر/ أيلول، وغزو العراق.