وأشار الباحث في الشؤون الأفريقية، في اتصال مع "سبوتنيك"، اليوم الأحد، 14 يناير/كانون الثاني، إلى أن المتابع للتصريحات السودانية وإغلاق الحدود مع إريتريا في ولاية كسلا، يرى أن الخرطوم اختصرت حدود طولها 600 كم في معبري "اللفة — عواض" بعد إعلان الطوارئ، وكانت التصريحات الرسمية تقول إن عملية إغلاق الحدود تهدف إلى منع ومكافحة تهريب وتجارة البشر وتهريب السلع والأسلحة وضبط الانفلات الأمني تحديدا بين السودان وإريتريا.
وتابع إدريس: "تطورت الأمور بعد ذلك، ليصل الأمر تدريجيًا إلى أن تلك الإجراءات استدعتها مقولة "خطورة التهديد القادم من إريتريا بالتواطؤ مع مصر لضرب السودان وإثيوبيا" وذلك من خلال تصريحات من المسؤولين والصحفيين السودانيبن، حيث قالوا إن تلك المعلومات موثقة المصدر للموقف العدائي الإريتري تجاه السودان وإيواء إريتريا لقوات معارضة وتستهدف السودان عسكريًا بدعم مصري في معسكر "ساوا" وحشود عسكرية إريترية، جاء ذلك تزامنًا مع الزيارة الأخيرة للرئيس الإريتري للقاهرة".
وقال الباحث في الشؤون الأفريقية، "إن التطورات الحالية وتناقضاتها تظهر الوضع الحالي وكأن هناك أمرًا قد تم حياكته بليل، ويبدو ذلك جليًا في التحليلات الصحفية المتواترة وتصريحات بعض المسؤولين السودانيين — مساعد الرئيس السوداني إبراهيم محمود —والذي يعطي إنطباعًا للمتابعين، أن محور "أثيوبيا السودان" ضاق ذرعًا من استمرار النظام الإريتري واقفا لفترة لم يتوقعها أصحاب التدبي واعتقادهم أن الظروف مواتية لضربه لبلوغه حالة من الوهن".
وأوضح إدريس، أن هذا التطور السريع في العلاقة بين السودان وإريتريا تزامنا مع الاصطفاف والتحالفات التي تتقلب بصورة دراماتيكية بين أنظمة المنطقة بعد الخلاف الخليجي الذي تصاعد على خلفية الحرب اليمنية، والأوضاع الداخلية في السعودية والصراع السعودي الإيراني، والهدوء في ساحات التوتر في مناطق العراق وسوريا وخفوت صوت "داعش" ودورها الذي يبدو قد اكتمل لتنقل حلقة الصراع إلى اليمن ومنطقة القرن الأفريقي وتشكيل محاور وتحالفات جديدة.
واستطرد الباحث في الشؤون الأفريقية: "ويبدو جليًا أن الاستثمار القطري التركي في أزمات منطقة القرن الأفريقي والنيل في المربع "المصري- السوداني- الإريتري- الإثيوبي" في مواجهة المحور السعودي الإماراتي عبر تكتيكات لي الأذرع، فالسودان والنزاع في مثلث حلايب وشلاتين والأزمات الداخلية المتجذرة والتحالف مع إثيوبيا في نزاعها مع مصر، ثمن ذلك تضحية السودان بعلاقاتها مع إريتريا والانحياز التام لإثيوبيا، أضف إلى ذلك الخلاف المصري مع قطر وتركيا فيما يخص الإخوان المسلمين و دخول السودان وانضمامه للحلف القطري التركي الإيراني".
ولفت إدريس إلى أنه "بالنسبة لإريتريا وصراعها مع أثيوبيا وتخوفها من التحالف السوداني الأثيوبي، ودخول قطر في الخط بعلاقاتها المتصاعدة مع أثيوبيا نكاية في الموقف الإريتري الذي انحاز للمحورالسعودي الإماراتي، لتعمل إريتريا في المقابل على تعزيزعلاقتها المتينة مع مصر أمام التهديدات الإثيوبية وتحالفها مع السودان، وهو ما نجحت إثيوبيا في استثمارها و نشرها على حبل الغسيل الإريتري — المصري، لأزماتها والتي وصلت إلي التصفيات الجسدية والعنف الأثني في أربعة أقاليم إثيوبية "تقراي وأمهرا وأروميا والصومال" ودخول قطرو تركيا في المنطقة الساخنة والعلاقات المتوترة في المربع الملتهب أصلا "مصر-السودان..أثيوبيا-إريتريا"، لتتحول المنطقة لبؤرة توتر وخطوط ساخنة مستحدثة "السودان-إريتريا" وهو الأمر الذي تم إقحام النظامين التوأم "السوداني و الارتري" و قد دفعا إليه قسريًا".