وكان وزير العدل السابق تقدم ببلاغ، لدى النيابة العامة، قائلا إن سيارة مسؤول أمنه عمر البحر، تعرضت لإطلاق نار في مدينة طرابلس، في التاسع من كانون الثاني/يناير الحالي، مشيراً إلى أن الحادثة أتت بعد اتصال أجراه رئيس فرع المعلومات في شمال لبنان العقيد محمد العرب بأحد انسباء ريفي، ليبلغه برسالة تهديد ضد العرب.
وبوقت لاحق، أصدرت قوى الأمن الداخلي بياناً أتهمت فيه مسؤول أمن وزير العدل السابق بفبركة الحادث، وذلك من خلال تكليفه شخصين من المقربين منه، وهما من "أصحاب السوابق"، للقيام بإطلاق النار على سيارته.
وأشارت قوى الأمن الداخلي في بيانها إلى أن عمر البحر "اعترف بتدبير عملية إطلاق النار على سيارته بالاتفاق مع المذكورين"، مؤكدة أن الأخير أبلغ ريفي بالأمر في اليوم التالي.
ووفقاً لبيان قوى الأمن الداخلي فإنّ عمر البحر "دبّر هذا الموضوع خوفا من المقدم العرب الذي أقدم على تهديده من خلال الاتصال بشقيق زوجة اللواء ريفي".
وفي مؤتمره الصحافي اليوم، كرّر ريفي اتهاماته للمقدم العرب، إلى جانب ضابط آخر، بمحاولة تصفية مسؤوله الأمني، قائلاً إنه "عند التاسعة الا خمس دقائق في تلك الليلة (يوم الحادثة) تلقى أحد أنسبائي اتصالاً من المقدم محمد العرب يهدد فيه عمر البحر بالقتل، قائلاً: اذا صادفت البحر سأطلق النار على رأسه".
وأضاف ريفي أنه "بعد ساعة على الاتصال تعرضت سيارة عمر البحر لإطلاق نار، فاتصلت برئيس شعبة المعلومات العميد خالد حمود فوعد بمتابعة الأمر. وفي اليوم التالي، لما شعرت ان تهديد المقدم العرب مرّ لدى المسؤولين عنه كأنه لم يحصل، أصدرت بياناً اوردت فيه وقائع التهديد، كما اوردت واقعة إطلاق النار على سيارة البحر، ووضعت الامر بتصرف وزير الداخلية نهاد المشنوق وقيادة قوى الامن الداخلي والقضاء".
وأشار ريفي إلى أن بيان قوى الامن الداخلي "تجاهل كلياً تهديد العرب، والرسالة التي اوصلها لي"، لافتاً إلى أن البيان الأمني جاء "مسيّساً ومجتزأً".
وفي إشارة إلى وزير الداخلية نهاد المشنوق، قال ريفي إن "مرجعية قوى الأمن الداخلي، وعلى عادتها، تلطت خلف المؤسسة لتصفية حسابات سياسية، فمن يستقوي على اهله لنيل بركة حزب الله ساقط من الضمير الوطني والأخلاقي".
وأضاف أن "هؤلاء يتهمون أشرف ريفي بعدم الاحتراف"، وفقاً ما جاء في بيان قوى الأمن الداخلي، متوجها اليهم بالقول "فعلاً لم يصل أشرف ريفي إلى هذه الدرجة من الاحتراف لكي يجلس مسؤول الجهاز الأمني في حزب الله وفيق صفا مكان المدير السابق لفرع المعلومات وسام الحسن على طاولة وزارة الداخلية، أو لكي يحرف قوى الأمن الداخلي عن هدفها الكبير وموقعها".
وأشار إلى أنه "بدل أن تحقق قوى الأمن الداخلي في جريمة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، وتفكك خلايا فتح الإسلام والمنظومة التجسسية الإسرائيلية. نرى الطارئين والإنتهازيين يحاولون زجها في زواريب الكيدية واستهداف الشرفاء الذين يناضلون من أجل سيادة لبنان ومحاربة الدويلة "، في إشارة إلى "حزب الله"، الذي يتهمه معارضوه بأنه يقيم "دولة داخل الدولة".
واعتبر ريفي أن "الحريري عاد الى سجن "حزب الله" في لبنان"، لافتاً إلى أن "الحريري الحر هو الذي تلا بيان الاستقالة في السعودية (في تشرين الثاني/نوفمبر الماضي) ".
وختم ريفي بالقول غن "الحريري بات مرتهناً"، مشدداً على أن "أية حكومة تغطي (حزب الله) هي خائنة".
يذكر أن أشرف ريفي أشرف ريفي (64 عاماً)، سبق أن منصب وزير العدل بين العامين 2014 و 2016، وقبلها كان مديرًا عامًا لقوى الأمن الداخلي بين العامين 2005 و2013، وهو محسوب سياسياً على "تيار المستقبل"، الذي يتزعمه سعد الحريري، لكنّ العلاقة بينهما شهدت خلافات حادة، بلغت ذروتها مع أزمة استقالة الحريري، في تشرين الثاني/نوفمبر الماضي.
ويقول معارضو ريفي أنه يسعى إلى توتير الأجواء في منطقة الشمال اللبناني، عبر خطاب شعبوي مناهض لـ"حزب الله"، بما يعزز شعبيته لخوض الانتخابات التشريعية المرتقبة في لبنان في أيار/مايو المقبل.