وأردف هشام جابر: "الولايات المتحدة جهزت الأكراد في شمال الرقة وشرق الفرات، لتحقيق حكم ذاتي يتحول إلى كيان تحميه قوة، قوامها بهذا الشكل، وهو ما يهدد أمن تركيا أولا لقربه من الحدود التركية، ويهدد وحدة سوريا والمصالح الروسية والإيرانية في المنطقة".
وقال جابر: "يوجد مخاطر استراتيجية مترتبة على تشكيل هذه القوة، أولها التهديد المتزايد لتركيا من الأكراد وتكوينهم قوة مسلحة قوامها ثلاثون ألف جندي، إضافة إلى قطع الطريق على الحدود السورية العراقية، بعدما تم تأمينها وفتحت طريق البوكمال والقائم، التي تعرف بالطريق التاريخي بين إيران وبغداد ودمشق وبيروت".
وأضاف: "إذا نجح الكيان الكردي في الانفصال بهذه القوة، سيحدث المزيد من التقسيم في مناطق أخرى في سوريا وبالتالي تهديد أمن تركيا، بعد أن نجحت في منع امتداد هذا الشريط الكردي غربا، بدخولها عفرين ضمن عملية درع الفرات، حتى لا يطمع الأكراد فيما بعد في الأناضول".
واستبعد رئيس مركز الشرق الأوسط للدراسات الاستراتيجية أن يقوم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بتنفيذ تهديده، بالقضاء على هذه القوة الكردية في مهدها كما ذكر، لأن ذلك يعني صداما مباشرا مع الولايات المتحدة.
وأضاف: "أردوغان لجأ إلى رفع لهجة التهديد هذه حتى يتمكن من السيطرة على عفرين واستكمال درع الفرات من باب تحقيق مكاسب في مكان آخر"، مشيرا إلى أن هذه القوة تبعث رسالة إلى التحالف الروسي التركي الإيراني الجديد، مفادها عرقلة جهود حل الأزمة في سوريا سياسيا لأن أمريكا ترفض محادثات أستانا، وتسعى إلى عرقلتها".