بعد وضع الأفكار والتصميم للجرف الصخري بدأنا بنحت شخصيات البانوراما ووضعنا صورة المجاهد خليل الخطيب في المنتصف، والذي كان قاضياً لثورة الشيخ صالح العلي زمن الاحتلال الفرنسي ولم يكن يحتكم إليه متخاصمان إلا ويكون الصلح سيد الأحكام بينهما حتى
ولو كان ذلك على حسابه الخاص، مما جعله صاحب الكلمة الشرعية في ثورة الشيخ صالح العلي، وكان معروفاً بكرمه على مستوى المحافظة وسلسلة جبال الساحل السوري، ويُعَدُّ المخبأَ الأمين لمستودعات السلاح للمجاهد الشيخ صالح العلي حتى أنّ الفرنسيين حكموا عليه
بالإعدام نتيجة ذلك، إلا أن قادة الثورة تمكنوا من تهريبه ونتيجة حقد المستعمرين عليه أحرقوا القرية آنذاك.
وتابع يقول: على يمين ويسار صورة الشيخ الخطيب نفذنا صوراً لشخصيات عاصرته فهناك مثلاً صورة لامرأة تمثل الأرض والخصوبة والجمال والوطن فيما هناك فارس يمسك بجواده ومندفعاً نحو الأفق إلى جانب رموز لها علاقة بتاريخ المنطقة ضمن وحدة متكاملة
واستغرق ذلك نحو 5 أشهر استخدمنا فيها التقانات والأدوات النحتية.
وأشار النحات علي محمد إلى أن أهالي القرية والبلدية والمحافظة دعموا هذا العمل وأحبوا الفكرة وكانوا يزورون مكان العمل ولعبوا دوراً مهماً في انتشار أخباره عبر وسائل الإعلام مضيفاً:
يُعدّ هذا العمل أضخم تمثالٍ لوجه في سورية ويُعتبر أيضاً أضخم عمل بانورامي نحتي في الوطن العربي حيث يبلغ طول العمل كاملا 30 متراً وارتفاعه يتراوح بين 4- 7 أمتار.
وفيما إذا كانت هناك مشروعات نحتية من هذا القبيل أوضح النحات علي محمد أنه أطلق منذ خمس سنوات فكرة تنفيذ منحوتة لأضخم نسخة من القرآن الكريم في نفس المنطقة وخلف البانوراما على مساحة 2000 متر حيث يتوفر جرفان صخريان مناسبان للعمل لكن هذه
الخطوة لم يكتب لها الاستمرار.
وأردف قائلاً:
التقيت السيد الرئيس بشار الأسد عام 2015 وقدمت له فكرة إقامة ملتقى النحت الدائم في طرطوس تحت عنوان "أم الشهداء" فبارك بها وانطلقت بعد ذلك كل الجهات المعنية بطرطوس للبدء بتنفيذ المشروع ووقع الاختيار على بلدة النقيب والتي تبعد عن طرطوس 10 كم
وتطل على البحر المتوسط وشارك في العمل 25 نحاتاً على الرخام و5 نحاتين على الخشب ويعبر هذا الملتقى عن انتماء الفنانين المشاركين للوطن وتمسكهم بهويتهم الوطنية وتأكيد معرفتهم بحقيقة الحرب المعلنة على سورية ويمثل محطة لأفضل وأجمل الأعمال.
وعن قصة غصن شجرة الدلبة الذي سقط في ساحة بلدة مشتى الحلو بريف طرطوس أوضح النحات علي محمد أن هناك شجرة دلبة مشهورة في البلدة سقط أحد أغصانها الكبيرة في ساحة البلدة وقال:
قمتُ بإنجاز 35 منحوتة من هذا الغصن أبرزها منحوتة "الولادة" وأحببت أن أوصل فكرة إلى الأهالي أننا يمكن أن نصنع من الأخشاب شيئاً جميلاً بدلاً من النظر إليها كحطب وبعد ذلك انطلقت في البلدة فعاليات ملتقى "دلبة مشتى الحلو" تحت عنوان "سورية أرض
الروح" وذلك في عام 2013 ليقام بعد ذلك بشكل سنوي في ذكرى إنشاء العمل النحتي للغصن.
وأضاف: شارك في هذا الملتقى مجموعة من الفنانين والشعراء والمثقفين والنحاتين والرسامين وبعد لقائنا مع السيدة الأولى أسماء الأسد أطلقتُ مع المحامي وائل صباغ فكرة "الملتقى الثقافي العائلي" في مشتى الحلو والذي استمر ست سنوات ويضم جميع شرائح المجتمع
المحلي ويتضمن نشاطات فكرية وثقافية وأمسيات شعرية وموسيقية ودورات في الرسم والنحت والكورال والصوت وكل ما له علاقة بالثقافة والفنون وشارك فيه 12 رساماً من الصف الأول و15 نحاتاً من أشهر النحاتين السوريين وتم خلاله تنفيذ العشرات من الأعمال
النحتية.
يذكر أن النحات السوري علاء علي محمد أنجز خلال السنوات الماضية عدداً من النصب التذكارية للشهداء في بلدة برمانة المشايخ ووادي العيون ومدينة طرطوس إلى جانب العديد من المعارض والمشاريع الأعمال النحتية.