ورأى أهالي في مناطق "درع الفرات" أن الهدف الرئيس من وراء المبادرة التركية هو ممارسة مزيد من التتريك بحق السوريين لا تقتصر على المنهاج الدراسي بل تعدته إلى باقي مناحي الحياة بغية خلق واقع على المدى الطويل لضم تلك المناطق إلى تركيا مستقبلاً، بحسب وسائل إعلام سورية.
قال مصدر تعليمي مقرب مما يسمى "الحكومة المؤقتة" ومقرها غازي عنتاب أن وزارة التربية التركية ومن ورائها الحكومة التركية لم تستشر "المؤقتة"؟ وهي المسؤولة عن المدارس والمنهاج التربوي في مناطق "درع الفرات" بخطوتها طباعة وتوزيع جلاء مدرسي يحمل العلم التركي وعلم "الجيش الحر"، ما أثار استياء كل الكادر التعليمي والتلاميذ والسكان.
وأوضح مدير مدرسة ابتدائية في جرابلس أن الجلاء، الذي اعتمدته مديرية التربية والتعليم في ولاية كلس وجرى توزيعه على المدارس، بدل احتساب العلامات من 10 علامات لكل مادة مقررة إلى 100 علامة لصفوف الرابع فما فوق وأنه خطوة في طريق اعتراف تركيا بالشهادات التي تمنحها المدارس في مناطق سيطرة "درع الفرات" والتي يبلغ عددها 100 مدرسة فقط لتعديلها داخل تركيا، لافتاً إلى أن كتابة عبارة "منطقة درع الفرات" بدل اسم "سوريا" على العلم يدل على نية واضحة بتتريك عملية التعليم رغماً عن رغبة الأهالي الرافضين للعملية.
وسبق للحكومة التركية أن أطلقت أسماء ضباط أتراك، قتلوا في معارك السيطرة على شمال وشمال شرقي حلب ضمن عملية "درع الفرات"، على المدارس السورية وفرضت اللغة التركية كمادة أساسية في عملية التدريس، كما تعمدت إلى تعيين المدرسين بحسب ولاءاتهم لتركيا وتعطي المنح الدراسية لاستكمال الدراسة الجامعية داخل تركيا على نفقتها بحسب الولاءات أيضاً.
وكانت عملية "درع الفرات" قد أطلقها الجيش التركي في 14 آب 2016 وسيطرت على جرابلس والراعي والشريط الحدودي بينهما وصولاً إلى مدينة الباب شمال شرقي حلب بمؤازرة الميليشيات المسلحة الموالية للحكومة التركية التي فرضت أبراج الاتصالات التركية والبريد التركي على تلك المناطق التي استبدلت فيها أسماء بعض القرى السورية بأسماء تركية!.