وفي هذا الصدد، نشرت صحيفة "هسبريس" المغربية تقريرا حول الأسباب التي دفعت المغرب للتعاقد على 4 طائرات مختصة في الاستخبارات والحرب الإلكترونية.
وقالت الصحيفة في تقرير بعنوان: "المغرب يستعد للحرب الإلكترونية باقتناء طائرات أمريكية متطورة"، إن السبب الأول هو "الجارة الجزائر، التي تنوي التعاقد على أربع طائرات MC-27 ISR خاصة بالاستخبارات والمراقبة والاستطلاع ISR، ستمنحها قدرات كبيرة مقارنة بدول الجوار، خصوصا المغرب، فجاء تسريب الصفقة المغربية كرد فعل على الصفقة الجزائرية".
وأضافت الصحيفة: "لكن الموضوع أكبر طبعا من مجرد حرب تسريبات أو إعلانات، بل يهم على الخصوص الحصول على قدرات حربية متميزة، هي الخاصة بالاستخبارات والمراقبة من أجل التكامل مع أقمار المراقبة التي تم إطلاق أحدها نهاية السنة الماضية".
وتابعت: "لكن، دعونا نعود إلى سنة 2002 عندما أرسل المغرب وحدة من البحرية الملكية إلى جزيرة ليلى، وقتها اتضح الفرق جليا بين الجيشين المغربي والإسباني، فإسبانيا استعملت قمرا عسكريا مشتركا مع دول أوروبية أخرى خاصا بالمراقبة، وكذلك طائرات المراقبة والاستطلاع للتجهيز لعملية إنزال قواتها الخاصة، التي ألقت القبض على جنودنا بطريقة سهلة للغاية".
وخلال العملية استُعملت طائرات حرب إلكترونية قطعت بها الاتصالات بين الوحدة المغربية والقطع البحرية المغربية وباقي القيادة العسكرية الميدانية بالحسيمة والناظور والمركزية بالرباط، وهنا يأتي دور هذه الطائرات في تأمين مسرح العمليات خلال أي عملية إنزال مظلي أو لقوات خاصة بقطع الاتصالات وتعمية رادارات المراقبة، بحسب التقرير.
وأشارت التقرير إلى أن "ثاني داعٍ لوجود هذه الطائرات فهي دول الجوار المغربي، فالجزائر تملك فعلا 8 كتائب دفاع جوي S-300 PMU-2 بعيدة المدى، وإسبانيا تملك بطارية دفاع جوي باتريوت PAC-2 بعيدة المدى أيضا".
وهذا يعني تفوقا واضحا وصعوبة كبيرة في تنفيذ هجمات داخل أراضيهما، وهنا يأتي دور هذه الطائرة، التي يمكنها مرافقة سرب من مقاتلات F-16، وتوفير حماية إلكترونية من الكشف الراداري، فيما تقوم طائرات F-16 بعملية إخماد أو تدمير الدفاعات الجوية البعيدة أو متوسطة المدى، والتي شكلت صعوبة كبيرة للقوات الجوية المغربية في حرب الصحراء مع البوليساريو.
واختتم التقرير بأن "الجيوش حاليا لا تحارب فقط بالأسلحة التي تعتمد على البارود وأنواع الوقود الصلب، بل أصبحت تحارب بالمعلومة، فعند توفرك على معلومات عن العدو، وإخفاء معلوماتك عنه بالمقابل، تكون قد قطعت شوطا كبيرا في طريق الانتصار".
وتنتمي الطائرة إلى طراز Gulfstream G550 ELINT/ISR، وهي مختصة في نوعين من الاستخبارات الإلكترونية المعروفة اختصارا بــELIN، هما:SIGINT، أي الاستخبارات الالكترونية، التي تعني أنها قادرة على كشف وتحديد مواقع الرادارات بمختلف أنواعها، وCOMMINT، أي استخبارات الاتصالات، وهذا يعني أنها قادرة على كشف وتحديد وتتبع الاتصالات، مع قدرتها على التنصت على الاتصالات غير المشفرة وكذلك ضعيفة التشفير.
كما تمتلك قدرات كبيرة في الاستخبارات والمراقبة والاستطلاعISR ، عبر حاضن كهرو بصري به كاميرات تلفزيونية وحرارية قادرة على تتبع هدف صغير على بعد 20 كيلومترا على الأقل، مع تزويدها برادار كشف أرضي SAR قادر على رسم خرائط عالية الدقة، وكشف هدف بحجم دبابة من مدى 100 كلم في كافة الظروف الجوية (عواصف رملية، غيوم، أمطار).
أما فيما يتعلق بالجزء الخاص بالحرب الإلكترونية، فبعد جمع المعلومات الضرورية عن الهدف (جهاز اتصالات لاسلكية، رادار..) يتم استغلال هذه المعلومات في التشويش عليه وإعمائه أو حقن معلومات مزيفة في قناة الاتصال أو إعطاء معلومات وهمية للرادارات، سواء الأرضية الخاصة بالمراقبة أو بأنظمة الدفاع الجوي أو المحمولة جوا كرادارات التحكم في إطلاق النار الموجودة بالمقاتلات أو طائرات الإنذار المبكر.