لكن سفير الولايات المتحدة الأمريكية لدى الجزائر جون ديروشي، منذ تعيينه خلفا لجوان بولاشيك، نظم جملة من اللقاءات، التي أثارت جدلا واسعا في الساحة السياسية، جعلت البعض يتساءل عن خلفياتها، بحسب ما تقوله صحيفة "الشروق" الجزائرية.
وأوضحت الصحيفة في تقرير لها، أن السفير "برر ضمنيا لقاءاته المكثفة مع مسؤولين سياسيين وقادة أحزاب سياسية في الجزائر قائلًا إن "اهتمامه مرتكز على نقل الصورة الحقيقية للجزائر باعتبارها بلدا مهما في شمال إفريقيا".
وأشارت الصحيفة إلى أن آخر هذه اللقاءات، كان مع رئيس المجلس الشعبي الوطني، السعيد بوحجة، الأربعاء الماضي.
وحاول جون ديروشي، في لقائه مع رئيس المجلس الشعبي الوطني التأكيد على أن اهتمامه متركز على نقل الصورة الحقيقية للجزائر باعتبارها بلدا مهما في شمال إفريقيا، معربا "عن تفهمه لمسعى تنويع مجالات التعاون الثنائي وكذا تقديره للإمكانيات التي تتمتع بها الجزائر"، وفقا للصحيفة.
من جهته حثّ بوحجة على تبادل الوفود بما يخدم هذه الأهداف، مذّكرا بأن الجزائر تتبنى سياسة مسالمة مع جميع الدول وهي لا تتدخل في شؤونها الداخلية وهو ما يؤهلها للعب دور محوري للحفاظ على السلام والأمن لاسيما في محيطها الجيو- استراتيجي.
ولفتت "الشروق" إلى أن واشنطن أوقفت مؤخرا مساعدات مالية كانت تقدمها للجزائر بقيمة 17 مليون دولار سنويا، موزعة بين مساعدات إنسانية وأخرى موجهة لدعم المجتمع المدني، فضلا عن مساعدات بعنوان التعاون الأمني بين البلدين، وهي تقدر بنحو 1.4 مليون دولار سنويا.
وجاء القرار تنفيذا لتهديدات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، التي رفعها في وجه الدول التي صوتت ضد قراره في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، والقاضي بالاعتراف بالقدس عاصمة لدولة الكيان الصهيوني، علما أن الجزائر كانت من بين الدول الكثيرة التي صوتت ضد قراره.