أنطاكيا- سبوتنيك. أكد النائب في الحزب المعارض "حزب الشعوب الديمقراطي" أن الحجة التي استندت إليها تركيا لإطلاق عملية عفرين بشأن تعرضها لهجمات من المدينة لا أساس لها من الصحة.
وقال طوغرول في حديث لوكالة "سبوتنيك" إن العملية التي أطلقها الجيش التركي ليست إلا "محاولة احتلال"، حيث تسعى الحكومة التركية إلى إظهار "قوات سوريا الديمقراطية" المتواجدة في مدينة عفرين كتهديد، "ولكن الواقع يقول إنه لم يحدث أي هجوم أو انتهاك للحدود التركية من المناطق الواقعة تحت سيطرة قوات سوريا الديمقراطية منذ بدء الحرب السورية في عام 2011".
وأشار النائب التركي إلى أنه "لا يوجد أحد مقتنع بالذريعة التي قدمتها تركيا لإطلاق العملية العسكرية في عفرين، إذ لا يوجد لديها أي دليل يثبت تعرضها لهجمات من عفرين".
وأضاف: "مدينة عفرين أصبحت ملجأ آمناً لآلاف السوريين الهاربين من جرائم تنظيم "داعش" الإرهابي حيث لجأ إليها أكثر من 500 ألف سوري هربا من المنظمات الإرهابية كـ"داعش" و"النصرة" فقد كانت أكثر المدن أمانا في شمال سوريا".
وحول الوضع الداخلي يقول طوغرول إن "الأكراد يشعرون بغضب عارم من العملية التي أطلقها الجيش التركي في عفرين ولكن ما من جو مناسب ليعبرون فيه عن غضبهم.. فهم لا يتجرؤون على الخروج إلى الشارع بسبب حالة الطوارئ المفروضة على البلاد منذ 20 تموز/ يوليو الماضي والقوانين الصادرة على خلفيته حيث أن الخروج إلى الشارع في هذه الظروف يشكل خطورة كبيرة".
وأوضح أن "عملية عفرين وقبلها اعتداءات تركيا على مدينة "عين العرب" إلى جانب تصريحات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الذي يقول فيها أن العملية لن تبقى محدودة بعفرين وستمتد حتى حدود العراق دفعت الأكراد بمن فيهم المؤيدين لحزب العدالة والتنمية للاعتقاد بأن تركيا لا تستهدف المنظمات الكردية الانفصالية فقط وإنما تستهدف الشعب الكردي بأكمله".
ولفت النائب إلى أن الرئيس التركي وحزبه يسعيان إلى الفوز في انتخابات مبكرة قد تجري خلال العام الجاري أو المقررة عام 2019 و"هم يستغلون عملية عفرين لتحقيق ذلك".
وقال طوغرول "إن حكومة حزب العدالة والتنمية تشهد مأزقاً في الداخل وتعاني من ضعف في إدارة البلاد وهي بحاجة لزيادة عدد الأعداء من جهة وتوحيد الأوساط القومية والمحافظة المؤيدة لها من أجل تقوية سلطتها والاستمرار في السلطة من خلال خلق تصور يوحي بأن هناك محاولات لتقسيم تركيا وتدميرها من جهة أخرى، وفي هذا الإطار تتهجم أحيانا على أمريكا وأحيانا أخرى على روسيا وسوريا ودول المنطقة".
كما رأى "أن الاشتباكات في عفرين بدأت تحتد في اليوم التاسع للعملية وهناك مقاومة كبيرة ضد الجيش التركي وفصائل "الجيش السوري الحر" وفي حال ازدادت المقاومة في الأيام المقبلة ستلجأ تركيا إلى تصعيد لهجتها ضد أمريكا وأوروبا وتوجيه اتهامات لهم بدعم قوات سوريا الديمقراطية لتبرير الخسائر التي تتكبدها".
وتشن تركيا منذ 20 كانون الثاني/ يناير الجاري عملية "غصن الزيتون" العسكرية في مقاطعة عفرين، شمال غربي سوريا.
ويقول الجيش التركي إن العملية تستهدف المواقع العسكرية لتنظيمي "داعش" و"ب ي د/بي كاكا" الإرهابيين.وتطالب أنقرة واشنطن بوقف دعمها للمقاتلين الأكراد في سوريا، وسحب الأسلحة منهم على الفور.