هل تنتهي العملية العسكرية التركية في عفرين دون اصطدام القوات التركية مع القوات الأمريكية التي تدعم الأكراد في شمال سوريا. سؤال يطرح نفسه الآن في ظل تحذيرات تركية من استهداف لجنودها شمالي سوريا.
ووجهت تركيا تحذيرات مباشرة للقوات الأمريكية في سوريا، من إمكانية تعرضها للاستهداف التركي في عفرين ومنبج، وذلك بعد ساعات من مقتل 6 جنود أتراك، وسط تحذيرات بتحرك تركي عسكري نحو مدينة منبج حيث تتمركز القوات الأمريكية.
يأتي هذا مع تأكيد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، أن العملية العسكرية في عفرين توشك على الانتهاء، وسيطرةِ القوات التركية على جبل دارمق الاستراتيجي بمنطقة عفرين السورية.
وقال ماجد عزام، رئيس تحرير "نشرة المشهد" التركية، إن "تركيا تملك جيشا كبيرا وقويا، لكن معركة تركيا ليست مع الأكراد، بل هي مع حزب العمال الكردستاني في سوريا " بي كا كا"، وتركيا ليست معها مشكلة مع الأكراد، وحزب العدالة والتنمية فيه أكراد أكثر من أي حزب آخر".
وأوضح الكاتب والمحلل السياسي، محمد السطوحي، أن "لا أحد من الجانبين يريد صداما، هناك توترات في العلاقة بين الجانبين (تركيا والولايات المتحدة)، هناك إشكالية مرتبطة بالعلاقة بين أمريكا والأكراد، وهي مشكلة تعتبرها تركيا قضية وجودية، لا يمكن التسامح فيها، لكن لا يعني أنها ترغب في الصدام مع الولايات المتحدة".
فيما أشار الرئيس المشترك لمجلس سوريا الديمقراطية، رياض درار، إلى أن "هناك تصعيد إعلامي تركي هدفه زعزعة صمود المقاتلين، إلا أن الحقيقة غير ذلك، ومر أكثر من أسبوعين، وتقدم القوات التركية كان بشكل طفيف، أخذ بعض المرتفعات وبعض القرى الحدودية، لكن المقاتلين يمكنهم المواجهة الآن إلى فترة طويلة".
وقال درار إن "كوباني ربما تتكرر مرة أخرى في عفرين إذا أراد الأتراك أن يتابعوا هجومهم على المدينة، لأن أحدا لن يخرج والأهالي أنفسهم ما زالوا صامدين، ويمكنهم تحمل الكثير".
وأوضح أن الولايات المتحدة تسيطر على ثلث الأرض في سوريا، ولا يمكن أن يقبلوا بالخروج، وهو صراع مصالح بين الدول الكبرى وبعض الدول الإقليمية، لذلك هم يتعاملون مع القوات الكردية التي لها مصلحة في وجودهم، من أجل الدخول في تفاوض سليم من أجل سوريا الجديدة، لأنه ليس هناك مشروع تقسيم أو انفصال، والكرد السوريون يريدون الدخول في عملية التفاوض الذي ترفضه تركيا دائما".
إعداد وتقديم: عبد الله حميد