رجعت الساكنات في قلوب بيوت تحرسها أشجار الزيتون والتين والجوري، وهي من الأقليات المسيحية، التي طالما حاولت التنظيمات الإرهابية والجماعات المسلحة، بدءاً من القاعدة إلى "داعش"، أن تفرغ العراق منها بشكل ممنهج ومستمر دون كلل.
في جهات العراق المختلفة، سجلت عودة نحو 250 ألف عائلة نازحة، إلى منازلها التي أزاح فيها الشوق كل ما للألم من بؤس ورعب سببه تنظيم "داعش" آبان سيطرته على كبرى مدن البلاد، شمالاً وغربا منذ منتصف عام 2014، وحتى أواخر العام الماضي بدحر التنظيم أمام انتصارات القوات العراقية.
الأقليات
كشف قائممقام قضاء تلكيف الواقع شمال شرقي الموصل، باسم بلو، في تصريح خاص لمراسلة "سبوتنيك" في العراق، اليوم الثلاثاء، 6 فبراير/شباط، عن عودة أكثر من ألف عائلة من المسيحيين، والكلدان والآشوريين والسريان، إلى القضاء والبلدات القريبة منه، بعد تحررها من سيطرة "داعش" الإرهابي.
وأوضح بلو، أن مركز قضاء تلكيف عادت إليه عدد من العائلات المسيحية، وهناك عائلات في متواجدة وهي نازحة من مناطق أخرى لم تعد إليها بعد، أما بلدة "تللسقف" أو تل أسقف "تقع شمال مدينة الموصل بمسافة 30 كيلو متر، تتوسط الطريق بين قضاء تلكيف وناحية ألقوش"، سجلت عودة أكثر من ألف عائلة من الأقليات المذكورة.
ويقول بلو، إن العائلات التي رجعت إلى تلكيف "تبعد عن مدينة الموصل ومن خرائب نينوى حوالي 18 كلم شمال شرق شرقها"، تعد على أصابع اليد، لأن الوضع الأمني فيها يحتاج إلى استقرار أكثر".
وأوضح بلو، أن قضاء تلكيف مقسم أمنيا ً جزء تحت سيطرة الحشد الشعبي، والجزء الأخر تحت سيطرة الجيش العراقي، وهذه هي المعضلة الأكبر أمام ما يعرقل عودة العائلات النازحة.
نسب الدمار
وتحدث بلو عن نسب الدمار التي سببها تنظيم "داعش" لمناطق المسيحيين، وهي الأكبر في باطنايا "وهي بلدة تقع في محافظة نينوى، تبعد 14 ميل عن مدينة الموصل"، فقد بلغت فيها نسبة الخراب أكثر من 80 %، أما في تلكيف فالنسبة قليلة قدرت بنحو 5 %، وهما تفتقران للخدمات بشكل عام.
ويطالب قائممقام قضاء تلكيف، في ختام حديثه، من الجهات المعنية، إبعاد المنطقة "تلكيف والبلدات القريبة منها للمسيحيين والآشوريين والسريان والكلدان"، من الصراعات السياسية، وحسم الوضع الأمني فيها لأنه يعتبر المعضلة الأكبر أمام عودة العائلات وفتح الطرق أمامها، ومن بعدها تأتي الخدمات والأعمار.
عودة الحياة
وكشف مركز الإعلام الأمني العراقي، حديثا ً في بيان تلقته مراسلتنا، عن تسجيل عودة أكثر من 200 ألف عائلة نازحة إلى مناطق سكناها في محافظات "الأنبار، وصلاح الدين، ونينوى"، غرب البلاد وشمالها.
وأوضح المركز، بعد الاستقرار الأمني الملحوظ وإعادة الخدمات الأساسية وتهيئة الظروف المناسبة في المحافظات التي تحررت، وخطة الحكومة وسعيها لإعادة جميع النازحين إلى مناطقهم طوعا، عادت خلال الأسبوع الماضي أكثر من 244 ألف عائلة نازحة إلى مناطق سكناها في المحافظات التي تحررت من دنس العصابات الإرهابية.وأضاف المركز، أن محافظة الانبار، غربي البلاد، شهدت عودة أكثر من 55 ألف عائلة نازحة إلى مناطق سكناها، كما عادت إلى محافظة صلاح الدين أكثر من 136 الف عائلة نازحة، بينما شهدت محافظة نينوى عودة أكثر من 53 ألف عائلة
.ونوه المركز، إلى أن القوات الأمنية المشتركة، مازالت تعمل على تأمين عودة جميع العائلات النازحة إلى محال سكناها و توفير المستلزمات الضرورية لهم.
وفي وقت سابق، أعلن رئيس اللجنة الأمنية في مجلس محافظة الأنبار، نعيم الكعود، في تصريح خاص لمراسلة "سبوتنيك" في العراق، الإثنين، 29 كانون الثاني/يناير، عودة نحو 600 ألف نازح لمناطقهم في المحافظة بعد تحررها من سيطرة تنظيم "داعش" الإرهابي.
الجدير بالذكر، أن القوات العراقية، على مدى العامين الماضيين، تمكنت من تحرير جميع مدن محافظات صلاح الدين، ونينوى، والأنبار، من سيطرة تنظيم "داعش" الإرهابي بعد نحو 3 أعوام من استيلائه على مدن بارزة منها، حتى تقهقر فيها وهزم بتكبده خسائر فادحة امتدت إلى الحدود الدولية بين العراق وسوريا، والأردن، والسعودية.