وأضاف الكاتب "لكن هذه القناعة هي التي انطلقت منها الحكومة الإسرائيلية لترفع سقف طموحها عالياً بمطالبة موسكو بالاعتراف بسيادة إسرائيل على الجولان، مطالبة أخذت كل الأشكال الممكنة من الاجتماعات الحكومية في الجولان إلى الزيارات المتكررة لموسكو وصولاً للغارات الجوية، ودون جدوى تذكر، فيما يتأنى الجانب السوري في ردود أفعاله ويمتص صدمة الرسائل المرسلة مع العلم المسبق بعدم جدوتها، إلى أن تم إسقاط المقاتلة الإسرائيلية F-16المطورة في 10/02/2018، وهو ما أثار الاستغراب الشديد وأدى إلى استنفار كبير في كامل المنطقة بكل مكوناتها".
وتسائل الكاتب "مايدفعنا للتساؤول عن ماهية المتغير النوعي الذي أدى إلى حرف مسار الفعل بهذه الحدة؟
وأشار إلى أن مجمل هذه الأحداث تشير إلى خارطة جديدة ترسمها واشنطن وإسرائيل لسوريا تحقق فيها الأهداف التالية:
"أولاً: تأمين انفصال كيان كردي في شرق الفرات تمهيداً لنبوءة إسرائيل الكبرى من الفرات إلى النيل، بحيث يكون هذا الكيان الخادم والحارس الأمين للكيان الإسرائيلي مستقبلاً، من جهة، ومن جهة أخرى عزل لتركيا عن المنطقة ووضعها تحت التهديد لتعلن الطاعة والولاء الدائمين لأمريكا.
ثانياً:ضم حوض اليرموك في الجنوب السوري إلى السيطرة الإسرائيلية، والذي يؤدي إلى تثبيت الوجود الإسرائيلي في الجولان وإنشاء منطقة آمنة له، ويوفر لاحقاً إمدادات كبيرة من المياه العذبة، تشكل رافعة للأمن المائي الإسرائيلي بوصفه أهم أجزاء الأمن القومي.
ثالثاً: تفكيك التحالفات في سورية من خلال تهديد دمشق بالملف الكيميائي، وتحريك الأسطول السادس في الخليج ضد إيران، واستهداف مزدوج لكل من العلاقات الروسية-التركية في سوريا من خلال ماجرى مؤخرا".
وتابع "هذه التشكيلة الجديدة التي تسعى واشنطن لتطبيقها في سورية، دفعت بغرفة العمليات المشتركة للمحور الأوراسي إلى اتخاذ قرار إرسال رسالة جدية، مغلفة بالرعب، مختومة بشعار حافة الهاوية، إلى المصدر الرئيسي لكل هذه المخططات والغاية الأساسية منها، والذي تسحق الشعوب لأجل أحلام شتاتهم في كيانهم المزعوم، من هنا بدأ استدراج الطيران الاسرائيلي من خلال طائرة مسيرة، تعلم مسبقاً غرفة العمليات أن إسرائيل ستقوم بإسقاطها واستهداف المكان الذي أقلعت منه، لتجري العملية المزلزلة باستهداف الطائرات الإسرائيلية أسقط أحد أكثرها تقدماً وتطوراً، وبسلاح لم يتم تحديد ماهيته حتى، مادفع الكابينيت الإسرائيلي إلى الهلع نحو استكمال غاراته، خوفاً من فرض قواعد اشتباك جديدة يصبح من خلالها عاجز عن إرسال أي رسالة في المنطقة، بالتالي الخروج من المشهد مع ضغوطات داخلية كبيرة".
وختم "ليس بعيداً جداً كان الجيش المصري يخوض حملة عسكرية واسعة في سيناء للقضاء على "داعش"، في الصباح المبكر من يوم السبت، ذاكرة مخيفة عادت إلى عقول حكام الصهاينة، لتسارع الدول الداعمة للكيان بمراجعة خططها على الفور وتجلى ذلك بتصريح وزيرة الدفاع الفرنسية بعدم وجود أي دليل على استخدام دمشق لسلاح كيميائي، بالتزامن مع تجديد السويد طلبها-الأمريكي الطابع-من مجلس الأمن بقرار وقف إطلاق النار على كامل الأراضي السورية، والذي سبقه تمتين العلاقات الثلاثية (تركيا- إيران-روسيا) بإعلان سوتشي من اسطنبول، وهو مايعني بالنتيجة تحويل إسرائيل إلى مستلم لرسائل الرعب السورية عن كامل التحالف الغربي والذي قد تصل قوة هذه الرسائل إلى مواجه مباشرة في حال أصبحت الحسابات السورية والمحور الداعم لها عالية الخسائر بفعل المخططات الأمريكية،مايعيد تشكيل قواعد الانتشار في كل المنطقة على الأسس الجديدة المفروضة من دمشق".