وقال لافروف خلال مؤتمر صحفي مشترك له مع نظيره البلجيكي ديدييه رينديرز في موسكو، اليوم الثلاثاء، إن "الأمريكيين لا يعملون في سوريا من خلال جهود دؤوبة لإيجاد توافق عام في سوريا، بل يتطلعون للقيام بخطوات خطيرة أحادية الجانب ".
وتابع قائلا إن "هذه الخطوات تبدو أكثر فأكثر أنها جزء من النهج لإقامة كيان يشبه دولة على جزء كبير من الأراضي السورية في الضفة الشرقية لنهر الفرات وحتى الحدود العراقية"…وهذا يشبه أكثر فأكثر نهجا لتقويض وحدة أراضي سوريا.
وقال لافروف كذلك: "نسمع من زملائنا الأمريكيين تفسيرات جديدة لتواجدهم في سوريا، وهم يتحدثون عن ضرورة الحفاظ على هذا التواجد ليس حتى انتهاء المهام القتالية، بل حتى انطلاق عملية سياسية مستقرة، تؤدي إلى انتقال للسلطة مقبول بالنسبة للجميع، أي للولايات المتحدة. وهذا يعني تغيير النظام. ولدينا الشعور بأن الولايات المتحدة تريد البقاء هناك لفترة طويلة إن لم يكن للأبد".
وأعرب لافروف عن الأمل بأن تأخذ الأمم المتحدة بعين الاعتبار ضرورة التصدي لكافة خطوات اللاعبين الخارجيين في سوريا، التي تؤدي إلى تقويض قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2254
من جهة أخرى قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إن قرار الولايات المتحدة حول مواصلة تقديم المساعدات المالية للوحدات الكردية في سوريا سيؤثر على القرارات التركية المقبلة.
وفي الوقت ذاته أشار أردوغان أثناء خطاب ألقاه أمام أعضاء حزب العدالة والتنمية الحاكم في البرلمان، اليوم الثلاثاء، إلى أن الولايات المتحدة ملتزمة بالقانون الداخلي لحلف الناتو وعليها أن تواجه "الإرهابيين" الذين يعتدون على تركيا.
يذكر أن تصريحات الرئيس التركي تأتي عشية زيارة وزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون إلى البلاد الأسبوع الجاري.
تجدر الإشارة إلى أنه خصصت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) 550 مليون دولار من ميزانية العام 2019 لتدريب وتجهيز ما يسمى بـ"قوات سوريا الديمقراطية" وتأسيس القوة الأمنية الحدودية.
يقول الكاتب والمحلل السياسي التركي محمد زاهد غول في حديث لبرنامج" حول العالم" بهذا الصدد، أعتقد أن الخلاف التركي-الأميركي سيتصاعد في ظل هذا الموقف الأميركي، ولا أعتقد أن هناك نقاط التقاء في هذا الإطار.لإن تركيا ترى مخاوف على أمنها القومي، وهي مسألة أعتقد أنه لا يمكن لأحد من السياسيين المساومة عليها. وبالتالي أعتقد أن الحملة العسكرية التي بدأت في إطار "غصن الزيتون" ربما تمتد إلى مناطق أخرى، وأن الموقف التركي لن يتغير في هذا السياق.
بدوره يقول الكاتب والمحلل السياسي السوري غسان يوسف في حديث لبرنامج"حول العالم":
طبعا، أن الولايات المتحدة تعرقل أي تسوية في سوريا،وفي هذا السياق أعلن البنتاغون منذ فترة غير بعيدة، بأننا "نحن من سيضع الحل السياسي في سوريا" وهذا يؤكد على أن الأميركيين لا يريدون أي تقدم للحل السياسي الذي تقوده كل من سوريا وروسيا وايران وحتى تركيا، لذلك تقوم الولايات المتحدة بدعم المجموعات الإرهابية، وتقوم بالتشويش على عمل القوات الفضائية الروسية، وتقوم من خلال إسرائيل، بضرب تواجد حلفاء سوريا وحتى الجيش السوري، لذلك نعتقد في النهاية أنها تريد أن تحقق لها مكاسب ونتائج معينة من هذه الحرب الضروس.ولا يمكن للولايات المتحدة أن تخرج بسهولة من سوريا وهذا ما تأكد منه الجميع. اليوم أصبحنا نشعر بأن وحدة سوريا أصبحت مهددة من خلال الدخول الأميركي بشكل قوي، ومن خلال إعلانه بأنه سيقوم بتدريب حرس الحدود،وكأنه سيبني دولة بغض النظر عن الإعتراض الروسي والتركي والسوري والإيراني وهذا شيء يؤدي إلى تصعيد كبير في الموقف.
لكن يبدو أن الولايات المتحدة لم تحسب حساب المقاومة الشعبية السورية التي ستنطلق قريبا ضدها وهي الكفيلة بإخراجها من البلاد، والمعروف أن الأميركيين خرجوا من العراق وفيتنام وغيرها من الدول بفضل المقاومة الشعبية. بالإضافة إلى أن الدفاعات الجوية السورية يتم تجهيزها بشكل قوي وسيكون بمقدورها التصدي للطائرات الحربية الأميركية. وما إسقاط طارة أف-16 الإسرائيلية إلا رسالة للأميركيين.
التفاصيل في الملف الصوتي المرفق في هذه الصفحة.
إعداد وتقديم: عماد الطفيلي