وذكرت الصحيفة أنه "بعد مرور ثلاثة وعشرين عاما على انتهاء نظام الفصل العنصري القمعي، لا تزال جنوب أفريقيا بلدا يتمتع بموارد هائلة وثروة كبيرة، ولكن فجوات اجتماعية واسعة وفقر مدقع أيضا".
وعلى الرغم من أن الحكومات المتعاقبة في حزب "المؤتمر الوطني الأفريقي" بذلت جهودا ضخمة لبناء المنازل وتقديم الخدمات الأساسية لملايين من الشعب، إلا أنها لم تتمكن من تلبية التوقعات.
إذ يعيش كثير من الناس بدون كهرباء أو مرافق صحية. كما أن التعليم والرعاية الصحية غالبا ما تكون بدائية. وتعتبر مستويات جرائم العنف من بين أعلى المعدلات في العالم، حيث يعاني فقراء جنوب أفريقيا أشد المعاناة.
وأوضحت "الغارديان" أن كيب تاون، ثاني أكبر مدينة في البلاد، تعاني من نقص حاد في المياه. ووفقا للإحصاءات الحكومية، ارتفع العدد الإجمالي للأشخاص المصابين بفيروس نقص المناعة البشرية من 4.72 مليون في عام 2002 إلى 7.03 مليون بحلول عام 2016.
كما أن معدلات البطالة لا تزال مرتفعة، إذ تبلغ 27.7%، وتصل إلى 68% بين الشباب.
وعلى الرغم من ذلك فقد صنفت المجموعة الاستشارية الاستثمارية "غولدمان ساكس" جنوب أفريقيا ناشئة كـ"سوق ناشئة كبيرة" لعام 2018، ويتوقع بعض المحللين أن تصل نسبة النمو إلى 2٪ هذا العام.
ولكن لا تزال جنوب أفريقيا تعاني من مشاكل هيكلية هائلة مثل نقص العمال المهرة، وانتشار الفساد، بحسب "الغارديان" البريطانية.
واعتبرت الصحيفة أن المهمة الأولى لرامافوزا هي توحيد حزب "المؤتمر الوطني الأفريقي" قبل بدء الحملة الانتخابية عام 2019.
وذكرت أن الهيمنة السياسية للحزب لا تزال غير مهددة بشكل أساسي من قبل أحزاب المعارضة. لكنه يجب أن يحد من الخسائر التي شهدها خلال انتخابات البلدية الأخيرة، لتجنب الإجبار على تشكيل حكومة ائتلافية.