ويقول مجدي شاكر، مدير الإدارة العلمية بوزارة الآثار المصرية لـ"سبوتنيك"، كان "نحب – كاو" أحد الكائنات التي تقوم بتقديم ملك مصر للقوى الكونية عند بداية اعتلائه عرش مصر، وبعد انتقال الملك إلى العالم الآخر يقوم "نحب – كاو" بحماية روح الملك وكذلك أرواح كل الموتى ويقدم لهم الطعام والشراب، و كان الشراب الذى يقدمه "نحب – كاو" لأرواح الموتى هو سائل يطلق عليه اسم "لبن النور"، وكان يعني أن الطعام والشراب المذكور عبارة عن "طاقة حيوية" يحيي بها أرواح الموتى من خلال "لبن النور" وهو طعام يعيد للميت روحه وطاقته وقدرته على الحياة ويشفيه من كل مرض وسم الزواحف في العالم الآخر.
صور "نحب – كاو" على شكل ثعبان له أرجل مثل البشر، وفى بعض الأحيان كان يصور بأجنحة، وأحيان أخرى برأسين، كما كان يظهر أيضا بشكل رجل له رأس ثعبان و يرتدى تاج الـ"آتف" وهو تاج يرتديه الملك في الحرب.
كان "نحب – كاو" يمثل لدى الفراعنة أحد "القوى الكونية" أي "الكائنات الإلهية" التي ساهمت في نشأة الكون بحسب اعتقادهم، وقام بدور كبير في حماية الإله "رع " عند بدء الخلق، وكان يسبح حول قارب رع، ليمنعه من السقوط في بحر الفوضى، ومنذ نشأة الكون و"نحب – كاو" يلازم رع في رحلته في السماء ليحميه من طاقات الفوضى والظلام، بحسب ما ورد في الكتب.
اعتقد قدماء المصريين أن تلك القوة الكونية "نحب – كاو" التي قامت بحماية "رع" وهو يعني (النور — النظام الكوني) عند نشأة الكون ما زالت تقوم بدور حتى الآن في حماية أرواح البشر سواء من كان منهم حيا أو انتقل إلى العالم الآخر.
ويضيف مدير الإدارة العلمية بوزارة الآثار، أنه بحسب ما ورد في أكثر المراجع فأن "نحب – كاو" لم يكن يحمي الأرواح فقط بل كان أيضا طاقة شافية، فكان يشفى بشكل خاص من لدغ الحيات والعقارب وهي نفس فكرة استخراج الترياق من السم التي ظهرت في بعد ذلك كرمز للطب الحديث حيث نرى شعار الطب الحية السامة، وهو رمز لإمكانية تحول السم إلى ترياق شافي.
وتحكى الأساطير التي ذكر بها "نحب – كاو" أن هذا الثعبان القوى ابتلع 7 حيات كوبرا، هي التي منحته طاقة هائلة وقدرة عجيبة على شفاء الأمراض واللدغات السامة للزواحف.
كان "نحب – كاو" أيضا هو أحد القضاة الـ 42 الذين يقومون بالإشراف على محاكمة الأرواح في قاعة الماعت "العدل/ النظام الكوني" يوم الحساب.
قدس قدماء المصريين تلك القوة الكونية وجعلوا لها عيدا هو عيد الـ "نحب – كاو"، الذى كان يقام في الشهر الخامس من السنة المصرية (شهر طوبة)، وهو بداية موسم حرث الأرض.
وبعد هذا، هل توصل المصري القديم من خلال "شراب النور" إلى تحويل النور لمادة ملموسة؟ وهل أدرك أن طعام الآخرة ما هو إلا نور رغم أنه وضع كثير منه في مقبرته؟
وتجدر الإشارة إلى أنه خلال السنوات الماضية أعلن فريق علمي عن أنه توصل إلى طريقة تحويل الضوء إلى مادة ملموسة.
وأشار الفريق العلمي إلى أن الطريقة الجديدة تستلزم الاستعانة بجهاز مصادم يستخدم الليزر عالي الكثافة، لتسريع حركة الإلكترونات لأقل من سرعة الضوء قليلا.
وبحسب الدراسة التي نشرها الفريق العلمي في مجلة "نايتشر فونوتكس" فإن المادة التي يمكن إنتاجها في الوقت الحالي لا يمكن للإنسان مشاهدتها بالعين المجردة.