وأضاف سعيد في تصريحات لـ"سبوتنيك" أن كوشنر يسعى إلى إعادة القضية الفلسطينية إلى نقطة الصفر، خاصة أن علاقته برئيس الوزراء الإسرائيلي تعود لفترات طويلة وتربطه به علاقات قوية، حيث استغل كوشنر في عهد الرئيس السابق باراك أوباما للتأثير على مراكز صناعة القرار واستخدام الفيتو ضد كافة القرارات التي مررت في مجلس الأمن بشأن فلسطين.
وتابع سعيد أن ترامب لا يوجد لديه خلفية سياسية وهو ما دفعه للاعتماد على كوشنر، وأنه هو من يدير سياسة الرئيس الأمريكي تجاه منطقة الشرق الأوسط.
وفيما يتعلق بتقليص صلاحيات كوشنر، أوضح رئيس مركز الدراسات الإسرائيلية أن الأمر يعد محاولة لإبعاد الأنظار وتهدئة الرأي العام العالمي والأمريكي الذي فطن إلى دور كوشنر في السياسة الخارجية الأمريكية في الفترة الأخيرة والتي قوبلت بالرفض العالمي من معظم الدول التي يمكن أن تعرقل عملية تصفية القضية الفلسطينية ما لم تتحكم الجوانب الاقتصادية التي يمتلكها كل من ترامب وصهره.
فيما قال السفير حازم أبو شنب القيادي في حركة "فتح" لـ"سبوتنيك" إن ما صدر عن كوشنر خلال الفترة الماضية من تصريحات ومواقف بشأن قضية فلسطين يؤكد انحيازه لـ "المتطرفين الإسرائيليين" لا للفئة المعتدلة.
وأضاف أبو شنب أن ما يتم إعلانه منذ الحملة الانتخابية للرئيس الأمريكي دونالد ترامب أنه يملك رؤية لحل القضية أو خطة غير أنه لا يملك أي من تلك الرؤى أو الخطوات وأن ما يفعله هو وكوشنر مجرد كسب للوقت لعدم قدرتهم على تقديم حلول حقيقية.
في ذات الإطار قال المؤرخ الفلسطيني عبد القادر ياسين إن السياسات الأمريكية تحكمها المصالح الاقتصادية وأنه لا يمكن تبرئة ترامب مما يتخذ بحق فلسطين بحجة أن كوشنر من يدير أو من يضع الخطط وأن تلك النظرية يتم العمل عليها منذ عقود بحيث تتم تبرئة رؤساء الولايات المتحدة من الانحياز لإسرائيل.
جدير بالذكر أن تقرير سابق لصحيفة "نيويورك تايمز" نشر في نوفمبر/ تشرين الثاني عام 2016 أوضح أن كوشنر له دور محتمل في سلام الشرق الأوسط، وأنه صديق لرئيس بلدية القدس.
وفي تصريحات سابقة للرئيس الأمريكي دونالد ترامب في مقابلة مع "نيويورك تايمز" قال إن زوج ابنته قد يلعب دوراً حتى لو كان غير ملحوظا في محاولة إحلال السلام في الشرق الأوسط وهو ما لاقى ترحيبا من الجانب الإسرائيلي بشكل كبير، حيث ينظرون إلى كوشنر بوصفه حليفاً لهم.
وأشارت العديد من الصحف العالمية إلى أن والد كوشنر له أعمال عقارية في إسرائيل.
وولد جاريد كوشنر يوم 10 يناير 1981 لعائلة يهودية من نيوجيرسي تنتمي سياسيا للحزب الديمقراطي، ولها علاقات جيدة مع المسؤولين السياسيين في إسرائيل، ومع اللجنة الأمريكية للشؤون العامة الإسرائيلية المعروفة اختصارا بـ"إيباك".
تزوج كوشنر بابنة ترامب عام 2009 بعد أن اعتنقت الديانة اليهودية، ولهما ثلاثة أبناء.