يرى العلماء أن أدمغتنا في هذا السن الصغير لا تحتفظ بالذكريات على الرغم من أن العقول تكون في تلك المرحلة أكثر مرونة وقادرة على استيعاب الكثير من المعلومات في مساحة صغيرة من الوقت، لكن السر يكمن في أن أجزاء من الأدمغة التي تحتفظ بهذه المعلومات تكن في ذلك الوقت قيد التطور والنمو.
وتابع العلماء أنه منذ لحظة الولادة وحتى بلوغ سن المراهقة المبكرة، يطور المخ الدوائر الأساسية فيه، بهدف أن تصبح الناقلات الكهربائية مبطنة بأنسجة دهنية تجعلها موصلة بشكل أكبر، وهو ما يعزز قدرة الإنسان على الاحتفاظ بالذكريات.
وأوضحت الباحثة باتريشيا باور، من جامعة إيموري، خلال عملية التطور من المرجح أن يتعذر الوصول إلى الذكريات من أدمغة الأطفال إذ تتم إعادة هيكلة الخلايا العصبية في أدمغتنا بعد البلوغ.
وكشف باحثون في عام 2005 أن الأطفال في سن الخامسة والنصف يمكنهم استرجاع ذكريات عمر الثالثة بنسبة 80% لكن عند الوصول إلى سن 7 سنوات ونصف، تقل قدرتهم على التذكر إلى ما دون الـ 40%، ما يعني أن الأطفال يمكنهم تذكر الأشياء، لكن هذه الذكريات لا تبقى إلا لفترة محدودة ثم تتلاشى، ولا يمكن للإنسان استرجاعها في مراحل عمره التالية.