تطور المرض
وأوضح رئيس الرابطة السورية لأطباء الأورام وأمراض الدم الدكتور محمد قادري، أن الفرصة الذهبية للشفاء من مرض السرطان تتمثل بالكشف المبكر وفي حال تأخر الكشف عن السرطان تنخفض نسبة الشفاء فمثلاً عند تطور سرطان الثدي إلى المرحلة الرابعة يصبح المرض غير قابل للعلاج، ومنها الحالات التي كانت تحت سيطرة العصابات الإرهابية المسلحة ولم تستطع القدوم إلى المشافي الحكومية للتشخيص وتلقي العلاج وتمت الملاحظة خلال الأزمة زيادة عدد المراجعين الذين هم في حالات متقدمة من المرض.
وبين قادري، أن من العوامل المسرطنة هي استخراج النفط بالطرق البدائية غير النظامية فهي أحد أسباب التلوث والإصابة بالسرطان وتساهم في زيادة انتشار الورم، حيث سيتم ملاحظتها على مدى سنوات كونها عملية تدريجية وأحيانا تحتاج إلى سنوات حتى تظهر.
وأشار قادري إلى أن الرابطة تقوم بعقد الندوات العلمية بالتعاون مع نقابة أطباء سوريا والمشافي المعنية من أجل عرض المستجدات وتبادل الخبرات بين الأطباء ومن المتوقع أن يكون عام 2018 نقطة تحول تاريخية في معالجة الأورام
ولفت قادري إلى أن مشفى البيروني الجامعي يعتبر المركز التخصصي المرجعي لتشخيص ومعالجة مرضى الأورام في سوريا ويستقبل 80 % من مرضى الأورام ويقدم كافة الخدمات التشخيصية والعلاجية بشكل مجاني وكذلك الأدوية التجهيزات متوفرة في المشفى، ويبلغ عدد مراجعي المشفى سنوياً نحو تسعة آلاف مراجع جديد.
وأوضح رئيس الهيئة العامة لمشفى البيروني الجامعي الدكتور إيهاب النقري لـ"سبوتنيك"، أن أغلب العلاجات المناعية متوفرة وتأخذ دورها بشكل ممتاز وحسب كل حالة، مع متابعة أي أصناف جديدة تتوصل إليها الجمعيات العالمية وتوفيرها، علماً أن الحراقات النفطية التي تعتمد على الطرق البدائية ساهمت في زيادة الإصابة بأمراض السرطان وحالياً لا توجد دراسة على أن يتم إعداد دراسة دقيقة واثبات ذلك خلال الفترة القادمة.
التشخيص المبكر
وبين رئيس قسم الأورام في مشفى ابن النفيس الدكتور نضال خضر لـ"سبوتنيك"، أن نسبة الإصابة بالسرطان تزداد على المستوى العالمي ناجم عن حدوث السرطان من جهة والكشف المبكر عن المرض من جهة أخرى إضافة إلى العلاجات المتوفرة التي تطيل عمر المريض أما في سوريا في ظل ظروف الحرب التي تتعرض لها البلاد لا توجد إحصائية دقيقة للمصابين بالسرطان إلا أنه من الملاحظ زيادة الحالات المشخصة في المراحل المتأخرة منها سرطان الرئة والكولون والثدي والبروستات ونلاحظها في مراحل متأخرة وهنا يتم تقديم العلاج بأهداف مختلفة وأحيانا الهدف بدافع الشفاء وأحيانا السيطرة على المرض وإطالة عمر المريض مع تحسين نوعية الحياة.
وأضاف خضر أنه تم تأسيس قسم الأورام في مشفى ابن النفيس من قبل وزارة الصحة في سوريا في شهر شباط/فبراير 2016 ووصل العدد الإجمالي للحالات المقبولة للعلاج منذ التأسيس حوالي 3300 مريض بمعدل 1500 حالة في السنة ويقدم لهم الخدمات النوعية والأدوية.
ولم يعد علاج الأورام — بحسب خضر — مقتصراً على العلاج التقليدي بل يوجد العلاج الاستهدافي الذي يستهدف الخلايا الورمية من دون أن يؤثر على خلايا الدم السلمية وأصبحت شائعة الاستعمال على المستوى العالمي منذ عشر سنوات
وأوضحت أمينة سر الرابطة الدكتورة مها مناشي لـ"سبوتنيك"، أن الرابطة تركز في ندواتها العلمية على الجديد في معالجة مرضى السرطان في ظل التبدل الجذري في محور المعالجة من الكيميائية إلى المعالجات المناعية الهادفة التي تقضي على الخلل من دون أن تصيب الخلايا السليمية.
وبينت مناشي، أن الظروف البيئية المتغيرة والحرب سببت في تدهور الأمور الصحية وانتشرت الانتانات والأوبئة، التي لها دور في حدوث الأورام إضافة إلى قيام المجموعات الإرهابية المسلحة بمنع المصابين من الوصول إلى المشافي الحكومية لتلقي جرعات العلاج الورمي أو الكشف عن الحالات الجديدة التي وصلت في حالات متطورة والنسبة تزداد، علماً أن الدول الصديقة بدأت بتصنيع بعض الأدوية المناعية وترفد البلاد بها، ويبلغ عدد أطباء الأورام في سوريا 120 طبيب ولم يحصل تسرب في هذا الاختصاص.
وبين الدكتور إياد الشطي، أن عدد مرضى الأورام في سوريا في عام 2010 بلغ 9200 مريض ذكر، و8300 مريضة، واللمفوما 8% عند الذكور و5% عند النساء، وفي عام 2016 بلغ العدد 9600 ذكر، و8800 أنثى، كما تبلغ نسبة 20 % من أورام الدماغ عند الأطفال، علماً أن تطور الخلايا اللمفوما البادية يمر في 13 مرحلة أساسية وكل مرحلة لها مجموع أورام.