وتحدث السيسي عن العديد من القضايا التي تخص الشأن الاقتصادي والمجتمعي المصري، كما كشف عن نسبة ميزانية الجيش من موازنة الدولة، وحرص على إبراز بعض الجوانب الشخصية الخاصة به.
سبب الأزمة الاقتصادية في مصر
حمل الرئيس عبد الفتاح السيسي مشاركة مصر في "حرب اليمن"، في الستينيات المسؤولية الأكبر فيما يخص الأزمة الاقتصادية التي تعاني منها مصر حتى الآن.
وقال السيسي إن مصر فقدت الغطاء الذهبي للجنيه المصري إثر مشاركتها في هذه الحرب (اليمن)، موضحا أن مصر عانت من أزمة كبيرة للغاية بسبب تكاليف بناء الجيش عقب خسارة حرب 1967، بجانب تكلفة الحروب التي خاضتها في الاستنزاف، وحرب أكتوبر 1973.
وأكمل السيسي أن اتفاقية السلام تسببت في وجود خلافات بين مصر والدول الشقيقة ما أسفر عن توقف المساعدات في ظل زيادة أعداد السكان.
إنجازات الحكومة في 4 سنوات
ودافع الرئيس عبد الفتاح السيسي، عن "إنجازات الحكومة المصرية" خلال الأربع سنوات الماضية.
وقال: "قمنا بالكثير من العمل في البلد. لم يكن لدينا بنية أساسية من طرق وغيرها".
وتطرق السيسي للحديث عن التعليم، "التعليم الحقيقي غائب منذ أكثر من 30 عاما. اتخذنا خطوات لتحسين التعليم وكلفنا الجامعات الحكومية بعقد اتفاقات توأمة مع الجامعات الأجنبية الدولية صاحبة التصنيف الأعلى في العالم".
وتابع السيسي: "الدستور يفرض علينا مجانية التعليم وهو ما يشكل صعوبات أمام تطوير التعليم بشكل حقيقي، ولكننا سنطبق برنامج إصلاح التعليم بداية من العام المقبل على أن يستمر لمدة 14 عاما".
حجم اقتصاد القوات المسلحة
ونفى الرئيس عبد الفتاح السيسي ما يشاع عن سيطرة القوات المسلحة على نصف اقتصاد الدولة المصرية، كاشفا حقيقة الأمر بالأرقام.
وقال السيسي: "الناتج المحلي لمصر يبلغ 4.3 تريليون جنيه، واقتصاد القوات المسلحة لا يتجاوز 2 أو 3 بالمئة من هذا على أقصى حد".
وأضاف، أن "القوات المسلحة تتدخل في بعض القطاعات بنسب بسيطة، فقط بهدف تخفيف الأعباء عن المواطنين".
رسالة لوسائل الإعلام
ولم يفوت الرئيس عبد الفتاح السيسي فرصة عتاب وسائل الإعلام وتوجيه اللوم لهم على ما يطرحوه من موضوعات لا تتناسب مع قيم وتقاليد المجتمع على حد وصفه.
وقال: "أدعو الإعلاميين المصريين لإدارك حجم التحدي والقضايا التي تواجه مصر، وليس من المقبول أن يخرج إعلامي على الجماهير ليتحدث لمدة 4 و5 ساعات. لا أطالبهم بعدم الظهور على الشاشات، بل أشجعهم على الحديث في كل ما يريدون التحدث عنه، ولكن لا يصح الحديث عن موضوعات لا تليق بمجتمعنا".
وأضاف: "الجميع يريد تحقيق نسبة مشاهدة وإعلانات، ولكن هذا ليس مبررا للحديث عن أشياء لا تتناسب مع عادتنا وتقاليدنا".
المصريون ينتقدون الرئيس
وكانت اللقطة الأبرز في الحوار، عندما عرضت ساندرا نشأت فيديو يظهر خلاله مجموعة من المواطنين يوجهون انتقادات للرئيس عبد الفتاح السيسي ويعبرون عن ضيقهم وغضبهم من سياساته، إلى جانب مجموعة أخرى من المواطنيين يعلنون تأيدهم لسياسات الرئيس.
وقال السيسي ردا على المقطع: "لا توجد لدي أي مشكلة في أن يعبر أي مواطن عن رأيه. لم ولن أصدر أي توجيهات للداخلية بالقبض على أحد. الجميع أحرار في تصرفاتهم وأرائهم".
وأضاف السيسي: "لم يقم أحد من المواطنين بلوم نفسه. أحدهم يشكوا امتلاكه خمسة أطفال ولا يستطيع تأمين احتياجاتهم من الغذاء، والسؤال: كيف تنجب خمسة أولاد وأنت غير قادر على توفير احتياجاتهم؟".
وأكمل السيسي: "هم لا يعلمون كم تبلغ تكلفة أسطوانة الغاز (المنزلي) وبكم يحصل عليها المواطن (…) عندما اتحدث عن 700 أو 800 ألف وحدة سكنية ضمن الإسكان الاجتماعي، هل هذا معناه عدم اهتمامي بتوفير السكن للمواطن؟".
وتابع الرئيس: "هناك أكثر من مليوني مواطن ضمن برنامج تكافل وكرامة، واهتم بزيادة المعاشات، ولكن كل ما نقوم به لا يتماشى مع حجم المطالب. نحاول بقدر الإمكان ألا تتسبب الإجراءات التي نتخذها في كسر ظهر المواطن".
وقال السيسي: "هناك مواطن يشكو كسر خاطره، حينما ننهي قوائم الانتظار للمرضى، لن يحتاج أي شيء آخر".
أمنية السيسي الوحيدة
وصف الرئيس عبد الفتاح السيسي نفسه بالإنسان العادي والبسيط، مثله مثل أي شخص موجود في الشارع.
وأضاف السيسي: "لدي أمنية واحدة فقط، وهي أن تكون بلدي جميلة. أحيانا أحلم بامتلاك 2 تريليون دولار من أجل تطوير الدولة وبناء المشروعات الكبرى، وتشغيل الشباب، والقضاء على الفقر والبطالة".
وأكمل: "أحب أن تكون سيرتي جيدة عند الله، الله فقط هو المطلع على قلوب وعقول الناس، وأنا لا أعرف سوى العمل والعمل".
المنافسة في الانتخابات
ويرى الرئيس عبدالفتاح السيسي، إن سبب عدم وجود تنافسية في الانتخابات الرئاسية عدم جاهزية المنافسين لخوض الانتخابات.
وأضاف: "أقسم بالله كنت أتمنى وجود عشرة منافسين في الانتخابات الرئاسية".
وتابع: "لا يجب أن اتحمل ما ليس لي دخل فيه، لم يترشح أحد لأنهم غير جاهزين رغم امتلاكنا الكثير من الأحزاب. ما زلنا نحتاج لمزيد من الوقت".
الفهم الخاطئ لأحاديثه
وشدد الرئيس عبد الفتاح السيسي على عدم خشيته الانتقادات الكلامية التي توجه له أو غضبه منها، إلا أنه يعترض بشدة على الأفعال التي تضر بالبلد.
وأضاف السيسي: "هناك فرق بين الكلام والأفعال، ولا أخشى الكلام ولكن الأفعال التي تضر بالبلد".
وفيما يخص تصريحه بأن ماحدث منذ سبع سنوات لن يتكرر مجددا ولن يسمح به، أوضح السيسي "لم أقصد الإساءة إلى 25 يناير 2011 و30 يونيو 2013".
وأضاف: "مصر في مرحلة تثبيت الدولة، ونحن في نهاية تلك المرحلة. إذا وفقنا الله في سيناء سيكون الأمر بمثابة نهاية الإرهاب، لنبدأ في تنمية سيناء".
أطماع السلطة
وأكد الرئيس عبد الفتاح السيسي، أنه لم يحلم أبدا بتولي رئاسة الجمهورية، كاشفا أنه كان يتمنى أن يكون ضابط طيار.
وتابع السيسي: "لم أحلم بأن أكون رئيسا، ولكن في أعقاب حرب 1967 كانت خسائر مصر في القوات الجوية كبيرة، لذا تمنيت أكون ضابط طيار".
وأكمل: "في عام 1970 أنهيت المرحلة الإعدادية وظل حلم الانضمام للقوات الجوية يراودني. البلد كانت في حاجة للكثير وكانت تمر بفترة قاسية للغاية".
كواليس الإطاحة بمرسي
وكشف الرئيس عبد الفتاح السيسي كواليس ليلة الثالث من يوليو/تموز 2013، وخروج الشعب للمطالبة برحيل الرئيس الأسبق محمد مرسي وجماعة الإخوان من الحكم.
وأوضح السيسي، أن بيان "3 يوليو" كان مرتبطا برد فعل القائمين على السلطة في ذلك الوقت، وأنه جرى الحرص فيه على رغبة الرأي العام.
وأكمل: "خلدت للنوم في هذه الليلة في وقت متأخر بعض الشيء. ولم أقوم باستشارة أحد في تلك الليلة. ولم أتحدث سوى مع الله لأنه الوحيد المطلع على ما بداخلي".
وأكمل الرئيس: "إذا امتلك الأخوان ملكة التقدير السليم للموقف، لاتخذوا قرارا بانتخابات رئاسية مبكرة".
وأضاف السيسي: "لم أتحرك طمعا في شعبية، ولكنني تحركت من أجل الحفاظ على الناس. الشعب تحرك يوم 30 يونيو، ويوم 24 يوليو. والهدف من التفويض كان إعطاء رسالة للعالم كله أنه يوجد شعب في مصر لديه إرادة".
ويرى السيسي أن الجماعة اصطدمت مع نفسها قبل أن تصطدم مع الشعب، موضحا أن الشعب المصري أذكى من أن يتم إيهامه بالدين.
وتابع: "الله مطلع على الأسرار والنوايا والظروف، وبالتالي حكمة سوف يكون مطلقا. أحب أن يكتب التاريخ عني أنني حاولت حماية بلدي وشعبي في ظروف صعبة".
لا يسعد بتأمينه الشديد
وتطرق الرئيس عبد الفتاح السيسي للحديث عن بعض الجوانب الشخصية في حياته، كاشفا عن شيء لا يسعده.
وقال إنه لا يكون سعيدا حينما يجد الشوارع خالية أثناء مرور موكبه، مؤكدا أنه يحب التواصل والحديث مع الناس.
وأكد السيسي أنه يتحدث أحيانا مع أبنائه عن أحوال البلد، مشيرا إلى أنه لا يريدون منه اتخاذ قرارات صعبة حتى لا يغضب الشعب، كما أكد أنه لا يمتلك الوقت الكافي للتنزه معهم.
وعن سر اعتزازه بالخاتم الذي يرتديه في يده اليسرى، قال السيسي: "هو هدية من شخص عزيز جدا. والدي رحمه الله هو من أهداني إياه، ومن وقتها وأنا لم أنزعه".