وبسبب هذه النبضات تغيرت حالة المادة في المنطقة المعرضة للإشعاع، وتحولت من مجرد عازل إلى موصل (أو على العكس، بحسب رغبة المختبرين). علماً أن عملية التحول كانت تحدث في غضون بيكو ثانية واحدة — وهذه أسرع بأضعاف مضاعفة من معظم المواد السريعة، الحاملة للذاكرة في الحواسيب الحديثة. والحالة لم تختف بعد التعرض والتأثير. وبالتالي فإن المادة أصبحت مرشحة لتلعب دور العنصر الأساسي في رقائق الأجيال الجديدة المخزنة للمعلومات.
جوهر عمل الباحثين من الجامعة الوطنية للأبحاث التكنولوجية "ميسيس" كان يكمن في إنشاء نموذج نظري شامل، الذي كان يمكن أن يكون بإمكانه وصف الخاصية الأكثر أهمية للحالات الجديدة: تشكل وتحول فسيفساء البنية النانو مترية.
ويشير الباحث بيوتر كاربوف بهذا الشأن قائلاً: "نحن نحاول معرفة سبب عدم ابتعاد أحادية الشحنة الواحدة عن بعضها البعض في مثل هذه البنية وإنما تتجاذب. الذي اتضح هو أن هذه العملية أفضل بكثير من ناحية الطاقة، من ابتعاد الشحنات الإيجابية عن بعضها البعض، لأنه عند تشكل جدران مشحونة يقل تأثير الشحنة في كل الذرات التي تشكل الجدار، ولهذا السبب يصبح نظام النطاقات أكثر استقراراً، وهذا ما تم التأكد منه من خلال التجارب. ويمكن تحويل البلورات كلها إلى هذه الحالة التي تكون فيها فسيفساء النطاقات والكريات التي تفصل بينها".
وبحسب قول الباحثين، فإنه بفضل النظرية التي تم اكتشافها يمكن التأكيد على أن حالة التنتالوم ثاني كبريتيد بالفعل يمكن استخدامها للتخزين الطويل الأمد والعمل بسرعة فائقة مع المعلومات.