سبوتنيك: البعض يقول أنه في وقت الحرب لا مجال إلا للسلاح فما رأيك؟
يوما ما كتبت: "في الحروب الأهلية أشجعُ البنادق هي تلك التي لا تغادرُ مخازنها"
إن حمّى السلاح والدعوة للتصعيد جعلت مصائبنا أكثر فداحة. في وقت الحرب دوما هنالك مجال للتصالح والسلام والمغفرة، إذا كنا ننحاز لمصلحة الوطن ولا نتعصب لغرائزنا وغرورنا و قبلياتنا.
سبوتنيك: هل اختلفت ظروف كتاباتك للمجموعات الشعرية الثلاث؟
ظروف أول كتابين متشابهة بسبب صدورهما في فترة الحرب، أما الثالث جاء محاولة للابتعاد عن الوجع والدخان.
سبوتنيك: المبدع دائما محط الأنظار خاصة فيما يتعلق بمواقفه السياسية فهل تواجهين انتقادات وتأييد معا؟
بلى، تعرضت لانتقادات كثيرة بسبب آرائي السياسية، وعرفت أن البعض طلب منع نشر قصائدي أو ذكر إسمي في صحف، ومواقع كثيرة وصفحات شعرية كانت رائجة خلال السنوات الماضية، خسرت صداقات المتطرفين من مثقفي الطرفين، وتعرضت لمعوّقات أثناء محاولة نشر كتابي الثاني، لكن هذا مألوف عموماً في ظل التباينات، والرؤية الضبابية لدى البعض، والأوقات العصيبة التي عشناها جميعا.
سبوتنيك: يتصور البعض أن الوضع في سوريا لا يسمح بإقامة ندوات أو أمسيات أو أية فعاليات ثقافية؟
لم تتوقف الحياة في سوريا أبدا، حتى المدن الجريحة سعت للتشبث بهويتها الثقافية وبمظاهر الحياة السورية التي كنا نعيشها قبل الحرب.
سبوتنيك: هل يتحمل الشعراء والكتاب مسؤولية انتشار الافكار المتطرفة والإرهابية جزئيا؟
إلى حد ما يتحملون المسؤولية، خصوصا عندما يغيب الدور التوعوي عن المؤسسات الرسمية، أو عندما تلعب بعض المؤسسات المشبوهة دورا كبيرا في التكريس للتطرف وفي تصنيع الإرهاب.
وما زاد الطين بلة في حالتنا السورية، قيام بعض المحسوبين على الثقافة والأدب بتضليل العامّة، عبر مناصرتهم للجماعات المتطرفة الإرهابية، المؤلّفة غالبا من الجهلة وأصحاب الفكر الظلامي، تلك المناصرة التي حاولوا تبريرها بحجج ثورية تحريرية كانت وبالا على الجميع.
سبوتنيك: برأيك كيف تنظرين لعملية تصنيف الكتابة والقول على بعضها كتابة نسوية؟
بعض الكتابات نسوية فعلا تنشغل فقط بهموم نسائية كُتب عنها مرارا لدرجة الملل، لكن من الظلم والجهل تعميم هذا التوصيف على كل ما تكتبه المرأة.
سبوتنيك: كيف أثرت السنوات السبع على المشهد الثقافي في سوريا؟
أعتقد أن المشهد الثقافي السوري بحاجة لبذل جهود حقيقية لإعادة ترتيبه بما يليق باسم سوريا، خصوصا في وجود هذا العدد الكبير من المبدعين في شتى المجالات، وأعني بهم المبدعين البعيدين عن واجهة المشهد الرسمي لصالح أسماء استفادت من التجارة الثورية وأخرى استفادت من التجارة الوطنية خلال سنوات الحرب.
سبوتنيك: كيف هو حال المكتبات والمتاحف والمعابد في وسوريا؟
لحسن حظنا، نجت معظم المعالم الثقافية من براثن الحرب، ونأمل أن يُعاد ترميم ما تضرر منها في المرحلة القادمة.