وأوضحت "سبق" في تقرير نشرته مساء الأحد 8 أبريل/ نيسان الجاري، استند إلى معلومات "مصادر مطلعة" للصحيفة، أنه من المقرر"تمويل مشروع القناة بالكامل من جهات سعودية وإماراتية استثمارية من القطاع الخاص، على أن تكون السيادة سعودية بالكامل، فيما ستتولى شركات مصرية رائدة في مجال الحفر مهام شق القناة المائية، وذلك رغبة من التحالف الاستثماري المنفذ للمشروع في الاستفادة من الخبرات المصرية في حفر قناة السويس".
وبحسب مصادر الصحيفة، ينص المشروع على إنشاء قاعدة عسكرية سعودية في جزء من الكيلومتر الفاصل بين الحدود القطرية وقناة "سلوى" البحرية، بينما سيتم تحويل الجزء المتبقي إلى مدافن نفايات للمفاعل النووي السعودي الذي "تخطط السعودية لإنشائه وفق أفضل الممارسات والاشتراطات البيئية العالمية"، وسيكون محيط المفاعل النووي الإماراتي ومدفنه في أقصى نقطة على الحدود الإماراتية القريبة من قطر.
وتأتي دراسة هذا المشروع في الوقت الذي يستمر فيه توتر داخلي كبير في منطقة الخليج اندلع على خلفية قطع كل من السعودية والإمارات والبحرين ومصر، يوم 5 يونيو عام 2017، العلاقات الدبلوماسية مع قطر ووقف الحركة البحرية والبرية والجوية معها، مما أدى إلى نشوب أزمة سياسية بين الدول المذكورة بالإضافة إلى حرب إعلامية واسعة النطاق.
من جهة أخرى، اعتبر وزير الدولة للشؤون الخارجية الإماراتي، أنور قرقاش، أن الخسائر، التي ستتكبدها قطر حال تنفيذ السعودية مشروع قناة بحرية بين البلدين، ستكون أكبر مما نجم عن الأزمة الخليجية. وأضاف أنه "آن أوان التراجع والإصغاء إلى العقل".
يقول الإعلامي والمحلل السياسي القطري الدكتور علي الهيل في حديث لبرنامج "حول العالم" بشأن الخسائر التي يمكن أن تتكبدها قطر في حال تنفيذ مشروع قناة بحرية بين قطر والسعودية، لن تتكبد قطر خسائر مادية على الإطلاق، لأن قطر منذ الخامس من يونيو/ حزيران 2017 تتصرف محليا وإقليميا ودوليا على أنها جزيرة، لأن الحدود البرية الوحيدة مع السعودية مغلقة، فكيف يمكن أن تتضرر أكثر؟ نحن لدينا الناحية الشرقية، من جهة إيران وتركيا وسلطنة عمان، كما أننا مندمجون في نظام العولمة العالمي، ومنظمة التجارة الحرة عقدت مؤتمرا في الدوحة في عام 2001، وانضمت الصين إليها في دورة قطر، مما اعتبر سبقا كبيرا لدولة قطر.
ويتابع الهيل قائلا: ثانيا: القناة المائية ما تزال في طور المقترح وتتطلب توقيعات كثيرة والقانون الدولي له رأي قانوني في هذا الصدد، لأن قطر ليس لديها حدودا برية سوى مع السعودية. لا شك أن الهدف منها هو وضع ضغوط على دولة قطر للاستكانة والرضوخ مرة أخرى كما كان الحال إلى ما قبل 1995 في الدخول إلى النفوذ السعودي وأن نصبح جزءا من العباءة السعودية، لكن هذا لن يحدث أبدا على الإطلاق.
ويرى الهيل أن السعوديين يريدون أن يصرفوا أنظار شعوبهم عن مئات المليارات التي نهبت برضى ولي العهد السعودي محمد بن سلمان من قبل الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، في حين أن رواتب 60% من موظفي السعودية لا تتجاوز 2000-3000 ريال سعودي،أي أقل من ألف دولار أمريكي في بلد تصدر يوميا 12 مليون برميل من النفط.
التفاصيل في الملف الصوتي المرفق في هذه الصفحة.
إعداد وتقديم: عماد الطفيلي