وتقول ماريا موسى ذات الثمانية أعوام والتي بقيت في السجن 4 سنوات "سأصبح مصممة أزياء عندما أكبر ولن أتخلى عن حلمي"… وتكمل ماريا "كانوا يتركونا من دون طعام ويجوعونا ومنعونا من اللعب والدراسة والخروج إلى الشمس".
أما ذو الفقار مهدي حسن والذي انخطف مع عائلته وهو في سن ستة أعوام من عدرا العمالية وبقي خمس سنوات فيتحدث كرجل كبير ويقول "حرمونا من الطعام والشراب وفي حال جلب الطعام فيكون غير صالح للأكل لأنه خامم كما أنهم منعونا من الخروج للشمس".
ويكمل ذو الفقار "من كان يخالف أوامرهم يتم اصطحابه للحبس المنفرد ويعذب بالكهرباء وكان لدينا حارس لئيم يقوم بالشتم والدعاء غير المحبب على الدولة السورية ومن كان يرد عليه يجلد ويعذب.
وبعد مرور نحو سبع سنوات على الحرب في سوريا، يبقى الأطفال هم الفئة الأكثر تضرراً، إذ يعد عام 2017 أسوأ عام لهم، بحسب التقرير السنوي لليونيسيف. ويضمن التقرير أرقام مرعبة عن معاناتهم من أهوال الحرب يمكن أن تترك آثاراها لعقود.
ولا تنتهي مآسي الحرب بوصول الأطفال إلى أرض آمنة كما يعتقد الكثيرون، فويلات الحرب وآثارها النفسية قد تظهر جلية في تصرفاتهم اليومية وتؤثر على مستقبلهم ما لم تعالج. وهكذا هو حال بعض الأطفال الذين شاهدوا العذاب بأعينهم وتذوقوا طعم الحرمان.
وهكذا وصفت منى حال أخيها علاء (10 عاما) "عجزت والدتي عن إيجاد طريقة ملائمة تتعامل بها مع أخي وهو ما يؤلمنا جميعا"، فالعائلة السورية انخطفت من عدرا العمالية قتل الأب أمام أعين أطفاله بحجة أنه كافر ويتعامل مع الدولة السورية".
تؤكد الشابة السورية (20 عاما) في حديثها لمراسل "سبوتنيك" وتستطرد قائلة: " لم يكن مشاهدة السكين تقطع عنق والدي أمر عادي بالنسبة لنا حتى أننا لم نستطع مساعدته أو التلفظ بكلمة واحدة، فنحن أجبرنا على ذلك، أنا وأخي الأكبر تمكنا من إدراك الأمر وأخي الصغير (3 سنوات) أيضا، لكن مشكلتنا الكبرى هي أخي ياسر فهو لم يتقبل الأمر إطلاقا"، ليس ذلك فحسب، بل أصبح عدوانيا ويتهم أهله أنهم السبب في ذلك فهو كان الطفل المدلل لأبيه".
حاولت والدة علاء مساعدة ابنها على التأقلم مع نمط الحياة الجديدة و لكن دون جدوى، حتى إن ياسر وصل إلى مرحلة الإضراب عن الطعام وهو ما زاد من قلق والدته عليه "أمي أصبحت قاسية عليه من شدة قلقها عليه".