وكان نائب رئيس لجنة الشؤون الدولية في مجلس الدوما الروسي، أليكسي تشيبا أعلن، أن روسيا تستعد لأي تطور في الأحداث حول سوريا، بما في ذلك الأسوأ، وأن الدفاع الجوي في حالة تأهب دائم.
وذلك رداً على سؤاله حول الإجراءات الأمريكية التي يتعين على روسيا أن تكون مستعدة لها، بعد الإعلان عن الاستخدام المزعوم للأسلحة الكيميائية في سوريا.
فما نصيب الخطاب والحقيقة في تهديدات ترامب؟ وكيف ستتعامل روسيا مع ضربة أمريكية محتملة لسوريا، وأسباب التعصعيد الغربي ضد سوريا وسوريا؟
يقول المحلل السياسي غسان يوسف: نحن نرى بأن نجاح الجيش السوري بمساعدة حلفائه باستعادة الغوطة الشرقية الملاصقة لدمشق، والتي كانت الدول الغربية وبعض الدول الاقليمية تخطط لجعلها قاعدة عسكرية معادية جاهزة لضرب العاصمة في أي وقت تريد الضغط على الدولة السورية، وهذا ما كان يحصل عندما كانت تقوم المجموعات الإرهابية بضرب العاصمة دمشق بقذائف الهاون والقذائف الصاروخية، هذا الأمر انتهى اليوم بعد تحرير الغوطة وهذا أفقد هذه الدول الصواب، حتى أن الدولة السورية وروسيا والقوات الرديفة طالبوا المجموعات الإرهابية المتواجدة في القلمون الشرقي وفي جنوب دمشق بحزم حقائبهم والرحيل إلى إدلب. ما يجعل العاصمة دمشق وريفها مؤمنين بالكامل وهذا يعني فشل المشروع الغربي الخليجي في إسقاط النظام في سورية، ليس هذا فحسب وإنما عودة سورية للعب دور كبير في المنطقة وهي أقوى من قبل بسبب خروجها منتصرة إضافة إلى أنها أصبحت ضمن حلف يمتد من موسكو إلى بكين إلى طهران وهذا ما يزعج أعداءها ويجعلهم يصعدون ضدها وضد حلفائها.
ويتابع غسان يوسف، حول ما إذا لجأت الولايات المتحدة لتوجيه ضربة إلى مواقع سورية قائلا: "سوريا تجهز نفسها للرد فهي اليوم تنسق مع حلفائها على الأرض وبنفس الوقت تمتلك إمكانيات دفاعية تمكنها من إسقاط بعض الطائرات المهاجمة وهي التي أسقطت طائرة اف 16 إسرائيلية في العاشر من شباط الماضي وأصابت طائرة اف 15 هذا يعني أن الطائرات المهاجمة ستكون في خطر، ويجب أن نذكر هنا أن سوريا أسقطت 36 صاروخ توما هوك من أصل 59 عندما قامت الولايات المتحدة بضرب قاعدة الشعيرات العام الماضي أما في العدوان الاسرائيلي الأخير على مطار التيفور فتم إسقاط خمسة صواريخ من أصل ثمانية أطلقتها الطائرات الاسرائيلية من الأجواء اللبناية، إذاً سوريا قادرة على التصدي والدفاع عن نفسها ولكن أعود لأقول سوريا ليست لوحدها ولا أعتقد أن من مصلحة أي طرف تحول الحرب لحرب شاملة في المنطقة وهنا نذكر بأن الرئيس الروسي فلاديمير حذر رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو أمس من اللعب بالنار وتوتير الأجواء في المنطقة.
من جهته قال الباحث والمحلل السياسي الروسي أندريه أونتيكوف: دون شك روسيا عبرت عن موقفها وأنها ستسقط الصواريخ الأمريكية، كما كان رئيس الأركان الروسي فاليري غيراسيموف واضحا تماما حين قال إن أي عدوان يشكل تهديدا على حياة الجنود الروس، عندها روسيا ستسقط ليس فقط الصواريخ الأمريكية بل أيضا ستضرب السفن والغواصات والطائرات ومصارد إطلاق الصواريخ التي تنظلق منها تجاه سوريا، كما أرى أن لدى سوريا قدرات دفاعية جوية كبيرة، وأكبر دليل على ذلك، حين أسقطت سوريا الصواريخ الاسرائيلية في فبراير\شباط التي كانت متجهة إلى مطار التيفور، كما أسقطت إحدى الطائرات الاسرائيلية، كما استطاعت الدفاعات الجوية السورية خمسة صواريخ اسرائيلية أطلقتها اسرائيل باتجاه مطار التيفور في نيسان\أبريل، وكما نرى هناك ازدياد في قدرات الدفاع الجوي السوري، بدعم من الخبراء العسكريين الروس، وروسيا كذلك جاهزة للدفاع عن نفسها وهذا واضح تماما، فلذلك لن تستطيع الولايات المتحدة أن تحقق أي انتصار فيما إذا نفذت عدوانا، لأن روسيا وسوريا جاهزتان للدفاع عن نفسيهما، وعلى الولايات المتحدة وقيادتها أن تفهم أن ما تقوم به هو عدوان على سوريا، وعمل خارج إطار الأمم المتحدة ومجلس الأمن، وهذا خرق للقوانين الدولية وميثاق الأمم المتحدة، وروسيا تعارض ذلك لأنها تصر على احترام القوانين الدولية، فلذلك روسيا لن تسمح لمثل هذا العدوان ومثل هذا التدخل في الشؤون الداخلية لدولة ذات سيادة وعضو في الأمم المتحدة.
فيما أردف السيد غسان يوسف،" الدول الغربية وخصوصا الاستعمار القديم كفرنسا وبريطانيا تشعر بالإحباط الشديد اليوم وهي ترى انتصارات الجيش السوري على الأرض بعد كل الدعم الذي قدمته للمجموعات الارهابية.. هي تراها مهزومة مشتتة غير قادرة على فعل شيء وبالتالي ستخرج هذه الدول من سورية مهزومة بسبب هزيمة مرتزقتها بعد آمال استمرت سبع سنوات قاموا خلال بتجميع آلاف الارهابيين ونقلهم إلى سورية لمحاربة الحكومة الشرعية وهو ما قاله لهم مندوب الولايات المتحدة الدائم في مجلس الأمن فاسيلي نيبينيزيا ، إذا لا يمكن استغراب هذا التصعيد والسعار الغربي ضد سورية".
— طبعا هذا متوقع ولكن لم تعد هذه المجموعات الارهابية بالقوة التي تمكنها من فعل ذلك بعد الضربات الجوية الكبيرة التي تلقتها من سلاحي الجو السوري والروسي وأيضا من الجيش السوري والقوى الرديفة ، هم الآن في حالة انهيار نفسي لأنهم تعرضوا للهزيمة والتشتت وتغيير المكان حتى أنهم أصبحوا يتقاتلون فيما بينهم لتحصيل بعض المكاسب الصغيرة وهذا ما نراه في ادلب ودرعا ، أيضا وجدنا البعض ترك القتال في سورية ووجد طريقه إلى بلاد أخرى سواء بعمليات ترحيل كما سمعنا أن بعضهم نُقل إلى ليبيا ومصر وأفغانستان والبعض يقاتل إلى جانب تركيا كمرتزق وهذا يعني أنهم لن يستطيعوا مرة ثانية مهاجمة الجيش السوري بفعالية في حال حصل الهجوم الأمريكي على الرغم من أني أستبعد ذلك.
وعن سؤال ماذا سيتغير على الأرض في حال نفذت الولايات المتحدة ضربة ضد سورية ؟
أجاب غسان يوسف: أنا قلت لك إنني أستبعد أن تحصل الضربة الأمريكية لسبب وحيد وهو أن الأمريكي اتهم موسكو بحماية النظام في سورية والتغطية عليها باستخدام السلاح الكيماوي وهددها بدفع الثمن ، وهذا ما عقد الأمور وجعل الولايات المتحدة في ورطة لأن روسيا لن تقبل هذا التهديد وهي تعتبر ذلك مسا بكرامتها وهيبتها وهي قادرة ليس على الرد على الولايات المتحدة، وإنما على ردعها وتلقينها درسا لن تنسى بسبب تطور السلاح الروسي، وهذا ما قاله رئيس لجنة الدفاع في مجلس الدوما الروسي بأننا نأمل ألا تعطينا الولايات المتحدة سببا كي نستخدم إمكاناتنا في الرد، ولذلك أعتقد بأن الضربة لن تحصل ولن يتغير شيء على الأرض أما إذا ذهبت الولايات المتحدة وحصل الاشتباك فالعواقب ستكون كارثية ليس على سورية وإنما على المنطقة بأثرها وحتى على الولايات المتحدة وروسيا وهنا نعود لنستبعد العدوان ونتذكر ما كشفه الرئيس بوتن في الأول من آذار الماضي خلال عرض برنامجه الانتخابي من أن لدى روسيا مجموعة من الأسلحة الجديدة، من بينها صاروخ يمكنه أن "يصل إلى أي مكان في العالم" دون أن يستطيعوا كشفه ، طبعا إضافة إلى كشفه عن أنواع أخرى متطورة من السلاح الروسي وهذا ما جعل الغرب في حالة من الضياع والخيبة وهو ما نراه حاليا أبسط مثال هو تغريدات الرئيس ترامب على تويتر الذي يصف صواريخ الولايات المتحدة بأنها جميلة وذكية وجديدة! أليس هذا نوع من الهذيان بالنسبة لرئيس دولة تعتبر نفسها القوة الأولى في العالم.
إعداد وتقديم نزار بوش