بيروت — سبوتنيك. وقال زاسيبكين، في مقابلة مع قناة "الجديد" اللبنانية، إنه "خلال الأيام الأخيرة، وحتى هذه اللحظة، فإن روسيا تعمل جاهدة على تجنب السيناريو العسكري"، لافتاً إلى أن "هذا العمل يجري على كافة المستويات".
ورداً على سؤال حول ما يمكن لروسيا أن تقدمه للولايات المتحدة كثمن للتراجع عن الضربة العسكرية، قال السفير الروسي: "نحن نريد التعاون مع التحالف بقيادة الولايات المتحدة في الشرق الأوسط ضد الإرهابيين، وهذه الفكرة قائمة حتى اليوم، وفي السابق عملنا مع الأمريكيين لتثبيت فكرة الهدنة، على سبيل المثال".
واعتبر السفير الروسي أن "استغلال الموضوع الكيميائي أمر خطير جداً، خاصة أننا نرى سعياً لتثبيت الاتهام على الطرف المذنب قبل إجراء التحقيقات اللازمة، أو حتى الجزم باستخدام السلاح الكيميائي من دون انتظار هذه التحقيقات".
وحول إمكانية أن تتفاوض روسيا مع الولايات المتحدة على إزاحة الرئيس السوري بشار الأسد لنزع فتيل التوتر، قال زاسيبكين إن "موقفنا المبدئي ثابت، وهو أننا لا نناقش مصير الرئيس الأسد بهذا الشكل، وأن هذا الأمر يقرره الشعب السوري".
وتحدث زاسيبكين عن الوقائع المرتبطة بهذا التصعيد، قائلاً: "حين كان يتم تحرير الغوطة الشرقية، وفي الساعات الأخيرة لإنجاز هذه المهمة، انتشر ذلك الشريط المفبرك" بشأن الهجوم الكيميائي المزعوم، لافتاً إلى أن "كل ما يثار عن هذا الموضوع هو من مصادر مجهولة عبر شبكة الإنترنت"، مشدداً على أن "الجنود الروس المتواجدين هناك (في الغوطة الشرقية) أجروا تحقيقاتهم، ولم يتبيّن لهم حصول هجوم كيميائي، أو وجود أثر لمواد كيميائية، وهو ما تأكدوا منه بوسائل عدة، بما في ذلك شهادات من أهالي المنطقة".
وأشار السفير الروسي إلى أن "الموقف الروسي العسكري ينبع من تصريحات المسؤولين الروس ورئيس الأركان".
ورداً على سؤال حول تصريحه السابق لقناة "المنار" التابعة لـ"حزب الله" بشأن الرد العسكري على مصادر النيران الأمريكية، أوضح زاسيبكين أن هذه التصريحات "تضمنت إشارة إلى ثلاثة أمور، أولها ضرورة التفاوض، وثانيها تجنّب الضربة العسكرية عبر التواصل، ثم سئلت عن الرد المحتمل على الضربة المتوقعة، فاستندت إلى تصريحات الرئيس فلاديمير بوتين ورئيس الأركان، ولكنهم مع الأسف الشديد اكتفوا بتلك الفكرة الأخيرة، التي تمّ بثها بشكل مجتزأ".
ورداً على سؤال حول ما إذا كان قد وافقت الحكومة اللبنانية باستخدام أجواء لبنان في حال اضطرت القوات الروسية لذلك، قال زاسيبكين إن "أمراً من هذا لم يحدث، وليست لدي هذه التعليمات من القيادة الروسية".
وكان الغرب اتهم دمشق، في وقت سابق، باستخدام السلاح الكيميائي في مدينة دوما السورية بالغوطة الشرقية. وفندت موسكو من جانبها، مزاعم غربية تدعي بأن الجيش السوري ألقى قنبلة تحوي مادة الكلور على مدينة دوما في ضواحي العاصمة السورية. وأفادت وزارة الخارجية الروسية بأن الهدف من هذه المزاعم الغربية، هو حماية الإرهابيين، وتبرير إمكانية توجيه ضربة عسكرية من الخارج.