فمن الشائع أن نقرأ، كما أدعى موقع "بيزنيس إنسايدر" الأمريكي الأسبوع الماضي، أن الدوبامين هو "مادة المتعة"، لكن ذلك خطأ، فحقيقة الهرمون الأساسية حُرفت منذ فترة طويلة، بحسب موقع "ذا فيرج" الأمريكي.
يقول عريف حاميد، "الزميل" في معهد "هوارد هيوز" الطبي وباحث ما بعد الدكتوراه في جامعة براون الأمريكية، والذي يدرس دور الدوبامين في الدماغ: "لدي أصدقاء لديهم وشم باسم الدوبامين على أجسامهم لأنهم يعتقدون أن ذلك يعني المتعة". والحقيقة هي أن الدوبامين يجعلك تسعى إلى القيام بشيء ما، لكن لا يعني أنه مسؤول عن المتعة نفسها.
ويدعي بيزنيس إنسايدر، على سبيل المثال، أن الدوبامين ينظم المتعة، ولكن ذلك ليس حقيقيا. فهو يشجعنا على الاستمرار في التحقق من هواتفنا، كما يقول بيزنيس إنسايدر، لكنه ليس مسؤولا بالضرورة عن الشعور بالبهجة عندما نحصل على إشعار جديد.
Please stop calling dopamine the ‘pleasure chemical’ https://t.co/HlBGPuFQEq pic.twitter.com/83BcDTag1Z
— Verge Science (@VergeScience) March 27, 2018
في هذا التقرير نستعرض أصول خرافة تسمية الدوبامين بهرمون "السعادة الكيميائي"، وكيف جرى تحريف الحقيقة، ووظيفة الدوبامين الحقيقية.
بداية الخرافة
أُجريت أولى التجارب، التي وصفت وظيفة الدوبامين في خمسينيات وستينيات القرن الماضي من قبل الباحث جيمس أولدز. ووجد أن الجرذان التي تُحفز أدمغتها كهربائيا في منطقة معينة تستمر في القيام بنشاط معين، مثل الضغط على رافعة. وكان الدوبامين في هذه التجربة هو المسؤول، لذلك كان الاستنتاج بأن االحيوان لابد أنه يستمتع بالقيام بذلك طالما كرر النشاط كثيرا.
بعد ذلك، توصل، الباحث روي وايز، إلى فرضية أضفت تأكيدا أكثر على ذلك، تعرف باسم فرضية "anhedonia"، نظرا إلى أن الأشخاص المصابون بالاكتئاب السريري يميلون إلى انخفاض مستويات الدوبامين في الدماغ.
لذلك كانت الفكرة الأساسية أن الدوبامين مهم للمتعة، وبالتالي، إذا كان لديك نسبة قليلة جدا من الدوبامين، فإنك تستمتع بأشياء أقل في حياتك. بعد ذلك بدأت الفكرة بالانحراف.
وظيفة الدوبامين الحقيقية
يؤدي الدوبامين الكثير من الأدوار في الدماغ. فإذا قتلت الخلايا التي تنتج الدوبامين، لن يكون لدي الحيوان دافع للخروج والقيام بالأشياء. وعلى الرغم من ذلك سيظل يستمتع بالأشياء — مثل محلول السكروز الذي تعصره مباشرة في فمه على سبيل المثال — لأن أنظمة المتعة لديه تعمل جيدا. لكنه لن يستمر في تناوله. وإذا قمت بإجراء ما وحصلت على مزيد من الدوبامين، فإن نتيجة زيادة الدوبامين تدفعه إلى أن يكون أكثر ميلا للقيام بهذا السلوك عدة مرات.