ونقلت صحيفة "Wall Street Journal" عن مسؤولين أمريكيين أن إدارة الرئيس دونالد ترامب تسعى لحشد عسكريين من الدول العربية ليحلوا محل الجنود الأمريكيين في سوريا من أجل استقرار الأوضاع شمال شرق البلاد.
وأضافت الصحيفة أن الإدارة الأمريكية دعت مصر والسعودية وقطر والإمارات لتخصيص مليارات الدولارات لإعادة إعمار شمال سوريا، بالإضافة إلى إرسال قواتها إلى هذه المنطقة.
فيما صرح السيناتور الروسي، إيغور موروزوف، بأن موسكو تعارض قطعيا إرسال قوات عربية إلى سوريا، مشيرا إلى أن ذلك سيصبح في حال وقوعه انتهاكا لميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي.
وقال للصحفيين: "أعتقد أن روسيا تعارضه بشكل قاطع. وعلى أي أساس سيتم ذلك؟ إنه انتهاك صارخ لميثاق الأمم المتحدة وأحكام القانون الدولي".
وأضاف أن إرسال قوات من قطر وبلدان خليجية ومصر إلى سوريا هو مبادرة من الولايات المتحدة.
وكان وزير الخارجية السعودي عادل الجبير قال: "إن على قطر أن ترسل قوات إلى سوريا، إذا كانت لا تريد أن تخسر الدعم العسكري الأمريكي".
وهنا نتساءل هل استطاعت السعودية أن تنتصر في اليمن الذي يعاني أصلا من الفقر والمرض والجوع؟ وهل لدى قطر جيش يستطيع إدارة معركة حتى ترسله إلى سوريا؟ وهل إرسال قوات من السعودية وقطر ودول عربية أخرى سوف يحل المشكلة السورية؟ إذ أن هذه الدول كانت أرسلت قوات إرهابية بعشرات الآلاف إلى سوريا ودعمتها بمليارات الدولارات وبأحدث الأسلحة، لكن ماذا كان مصير هذه التنظيمات الإرهابية سوى أنها اندحرت في الغوطة الشرقية والقلمون وحلب ودير الزور والميادين وتدمر والبوكمال، فلو تجرأت هذه الدولوأرسلت قوات نظامية إلى سوريا فلن يكون مصيرها إلا كمصير التنظيمات الإرهابية بكافة مسمياتها، وهذا حسب ما صرحت به مصادر عسكرية سورية، لأن الجيش السوري سيقاتل أي قوات أجنبية تدخل إلى سوريا بدون تنسيق مع السلطات السورية، وهذا حق أجازته كل القوانين الدولية.
من جهة أخرى أعلنت هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الروسية، أن موسكو ستسلم قريبا إلى سوريا منظومات دفاع جوي متطورة.
وأكد رئيس إدارة العمليات لدى قيادة الأركان العامة الروسية، الفريق أول سيرغي رودسكوي، أن الخبراء العسكريين الروس سوف يستمرون في تدريب زملائهم السوريين فيما يتعلق باستخدام الأسلحة الجديدة.
وأشار المسؤول العسكري الروسي إلى أن المستشارين الروس ساهموا في إصلاح وتحديث قوات الدفاع الجوي السورية، مؤكدا أن معظم الصواريخ الغربية عالية الدقة والتي تم اعتراضها جراء العدوان الثلاثي في وقت سابق من الشهر الجاري دُمرت من قبل منظومات الدفاع سوفيتية الصنع "إس-125" و"أو أس إيه" و"كوادرات " والتي يبلغ عمرها 40 عاما.
وذكر رودسكوي أن وزارة الدفاع السورية قامت بتحليل مفصل لنتائج الغارات الغربية، وأدخلت على أساس ذلك سلسلة تعديلات في نظام الدفاع الجوي للبلاد بغية رفع فعاليته.
ويتابع اللواء رضا أحمد شريقي،"تحت إشراف الولايات المتحدة الأمريكية يمكن لهذه الدول أن ترسل قوات إلى الأراضي السورية، لكنها بالتأكيد ستلقى ما لاقته القوات الأمريكية سابقا عندما جاءت إلى لبنان، وعندما جاءت إلى العراق، وكلنا يعرف كيف أن هذه القوات خرجت خائبة، تحمل جثث قتلاها وتذهب بعيدا إلى بلادها. هذه الدول العربية المتآمرة تتورط اليوم في هذه العملية، وهذا ما يمليه عليها رئيس الولايات المتحدة دونالد ترامب، الذي يريد أن يبتز الدول الخليجية حتى آخر نقطة بترول وآخر دولار موجود في خزائن هذه الدول، لذلك أقول إن هذه القوات سيكون مصيرها كما هو مصير القوات الأمريكية التي دخلت سابقا إلى لبنان والعراق، وسيكون مصير أموال الدول الخليجية المخزونة في البنوك الأمريكية ومقدارها أكثر من 25 ترليون دولار، مصيرها الجفاف والذهاب إلى البنوك الأمريكية، وسيعود هؤلاء الأعراب إلى ما كانوا عليه من تخلف قبل أن يمتلكوا النفط والدولارات.
وتعليقا على تصريح وزير الخارجية السعودي عادل الجبير أنه يجب على قطر أن ترسل قواتا إلى سوريا، إذا كانت لا تريد أن تخسر الدعم العسكري الأمريكي. يقول الخبير العسكري رضا أحمد الشريفي: إن وزير الخارجية السعودية يريد أن يزج عدوه الخليجي قطر في هذه المعمعة كي يخلص نفسه من هذا الشر، لكن أعتقد أن القطري أيضا سيتنكر لهذا المبدأ وسيدفع بالسعودي إلى هذا المكان، وكلهم تحت أمر القيادة الأمريكية والرئيس ترامب، وإذا لم ينفذوا التعليمات سيتخذ دونالد ترامب إجراءات أخرى، حيث قال للقادة الخليجيين إن وجودكم مرهون بنا، ونحن من يقرر وجودكم، وبالتالي إذا لم ينفذ أحد حكام الخليج أوامر ترامب سيتم اتخاذ إجراءت ضده، لذلك أعتقد أن الولايات المتحدة ستخرج قواتها ولكن ستورط الآخرين بهذه المسألة، وهذا التوظيف هدفه إطالة أمد الحرب في سوريا، وفي نفس الوقت، الأمريكي يريد أن تكون الحرب بين العرب أنفسهم، وبالتالي فإن الولايات المتحدة تخرج من اللعبة ولا تخسر أي جندي ولا أي دولار".
ويضيف اللواء شريقي: أي قوات عربية أو خليجية إن تجرأت ودخلت إلى سوريا لن تستطيع الاستمرار أو مواجهة الجيش السوري، ولو يملك قادة هذه الدول ذرة من العقل، يجب ألا يتورطوا في هذه المسألة، لكن الولايات المتحدة ستأمرهم الولايات المتحدة ولن يستطيعوا مخالفة تعليماتها، لأنها تريد توريط الآخرين في هذه الحرب، أما نتائج هذه الحرب ستكون واحدة على الأمريكي وعلى أي قوات يمكن أن تدخل إلى الأراضي السورية وهي الخسارة، لأن ستكون هناك مقاومة شعبية ضد التواجد الأمريكي وضد تواجد جيوش أي دولة محتلة في سوريا، إن كانت أمريكية أو فرنسية أو تركية أو من الدول التي تحاول النيل من أراضي الشعب السوري، لذلك لا بد من أن يفكروا بذلك، لأن الجيش السوري قادر على دحرهم وخاصة عندما يسانده الشعب السوري بالمقاومة الشعبية ضد أي قوى موجودة على الأراضي السورية. لذلك قرر الصديق والحليف الروسي أن يقدم أحدث الأسلحة للجانب السوري كي يستخدمها في حال تعرض الأراضي السورية لأي عدوان، ورد الجيش السوري هو دفاعا عن القوات الروسية الموجودة في الأراضي السورية وعن الدولة السورية بشكل عام.
ويبقى السؤال أي دولة عربية أو خليجية ستتجرأ بإرسال قوات إلى سوريا لتحل محل القوات الأمريكية، طالما ستلقى حتفها حسب القادة العسكريين السوريين، حيث سيستهدف الجيش السوري أي قوات تدخل إلى سوريا كونها قوات احتلال في كل القوانين الدولية؟
إعداد وتقديم: نزار بوش