وقال جابر، في تصريحات خاصة لـ"سبوتنيك"، اليوم الأحد 6 مايو / آيار، إن محاولة فرض شروط جديدة على إيران، والتهديد بأن يكون البديل هو رفض الاتفاق النووي وتوقيع عقوبات، كلها أمور من شأنها أن تدفع طهران إلى رفض "الإملاءات الجديدة"، والدخول في صدام مباشر مع الولايات المتحدة.
وأضاف جابر، أن إيران ردت مؤخرا على تلويح الرئيس الأمريكي بفرض عقوبات جديدة والانسحاب من الاتفاق النووي، بأنها ستتخذ خطوات جدية على طريق تطوير برنامجها النووي، وهو أمر يخشاه ترامب، بينما تدرك كثير من الدول المتعاونة معه، أن طهران قادرة على تنفيذه.
وقال الدكتور أبو زيد جابر، إن ترامب تصور أن اتفاقه مع قادة بريطانيا وفرنسا وألمانيا، خلال اجتماعات قمة الدول السبع، الأسبوع الماضي، سيدفع إيران لطلب الاتفاق من جديد، لكنه تفاجأ بأن رد الفعل سيكون هو التمرد، وأن هذا الكلام لن يكون ملزما لإيران بأي شكل.
وأكد الأكاديمي المصري، أن إيران سيحق لها، في حالة التهديد بفرض عقوبات عليها من جانب الولايات المتحدة الأمريكية والدول الموقعة على الاتفاق، بأن تلجأ إلى القضاء الدولي، لرفع العقوبات، ولكنها في الوقت نفسها ستكون قد سقطت عنها قيود الاتفاق النووي نفسه، ويحق لها أن تتعامل كأنها غير ملزمة به.
ولفت إلى أنه رغم الاتهامات المتواصلة من جانب الولايات المتحدة الأمريكية لإيران بعدم الالتزام ببنود الاتفاق النووي، فإنه بإمكان طهران أن تقدم الأدلة على عدم ممارستها أي أنشطة نووية غير سلمية، وتكذيب ترامب، وهو ما سيضع الرئيس الأمريكي في مأزق عدم إمكانية التنصل من الاتفاق.
وشدد الخبير في الشؤون الإيرانية، على أن ترامب ومن يتحالفون معه، يتخذون من الاتفاق النووي ساترا، لمعاقبة إيران على مواقفها في منطقة الشرق الأوسط، وخاصة تداخلها القوي، إلى جانب روسيا، في الملف السوري، الأمر الذي يحبط كثير من الطموحات الأمريكية هناك، بجانب عدائها لحليف أمريكا الأقوى، السعودية.
ومن المقرر أن يحدد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، قبل يوم 12 مايو الجاري، موقفه من الاتفاق النووي، الذي وقعته الدول الكبرى، وبينها الولايات المتحدة الأمريكية، مع إيران، الذي أوقف أنشطة إيران النووية، مقابل رفع العقوبات الاقتصادية والسياسية عنها، وتم توقيعه في يوليو/ تموز 2015.
ويحاول الرئيس الأمريكي الانسحاب من الاتفاق النووي، لوضع شروط جديدة، أو التوصل إلى اتفاق نووي جديد، يفرض بمقتضاه مزيد من الأعباء على إيران، وهو الأمر الذي رفضته طهران، وأعلنت أنه حال انسحاب أمريكا سوف تجدد برنامجها النووي، وتجاربها للصواريخ البالستية.